facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




القلم بين الحق والباطل والغالبية في الجحيم


صالح الراشد
22-03-2025 05:15 PM

أقسم الله عز وجل بالقلم لمكانته وخطورته فهو إما أداة لنشر الحق والانتصار له أو قلم يدافع عن الباطل فيكون أكثر جرماً من المجرمين كونه يطمس الحقائق، ونعلم أن الأقلام ترتبط بالعقل والغرائز وتُصلح المجتمعات إن أرادت وتدمرها إن شاءت، وصدق وزير الدعاية الألمانية في العصر النازي جوبلز حين قال: "أعطيني إعلام بلا ضمير أعطيك شعب بلا وعي"، ويبدوا أننا نعيش هذه المرحلة من اللاوعي كون قدوة المجتمعات أصبح جاهل وشاعرها منفلت وكاتبها تاجر وإعلامها أجير وأبطال وسائل التواصل بلا ذمة ولا ضمير، ليصبح عقل الأمة مسلوب وللجهلة مركوب لذا لا تبدع المجتمعات كون أصحاب العقل الموهوب في البيوت أو المعتقلات ولا دور لهم في نهضة البلاد.

فالقلم يحرر ويكتب ونعتقد أنه والصوت والصورة ينقلون الحقيقة وربما يصنعون الخرافات، ليقرروا المستقبل المجهول بفضل تبرير عمل المسؤول وإيجاد أعذار لفشله المتوالي، ليتم تمرير تواجد الجهلاء في المناصب ويحكمون العقلاء فيعم البلاء، في ظل وجود أقلام وأصوات مستفزة مفزعة تجيد العزف على الأوجاع، فتكثر الأقلام والأصوات المتورطة والمتواطئة والمعتمة التي تنفث السموم على أمل تحقيق الأنا المرضية المفردة على حساب المجتمع الشمولي، وهذه الأقلام والأصوات خنجر في خاصرة الأوطان كون ولائها لمن يدفع ومن يجعلها تتصدر المشهد، فتصبح طابور خامس يهز أركان الأوطان مما يوجب مراقبتها ومحاسبتها قبل فوات الأوان.

وعلى الجانب الأخر يوجد قلمٌ أمير للحق نصير وصوت هادر على هزيمة الباطل قادر، فيدهشان الجميع بصلابتهما وصمودهما ويحضان الآخرين عن قول الحق والانتصار له، ليكونا قلم وصوت ظاهران وللظلم قاهران كونهما طاهران متطوران ولضوء الحق والمعرفة ينشران، وللحق فان أصحاب الرسالات قليلون كون الباطل أقوى وانتشاره أسرع بفعل الظواهر الصوتية والكتابية، لتصبح العقول مُصنعة ومليئة بالقصص المكتسبة، وفي عالمنا العربي عقلنا مسلوب مرعوب وهو ما يجعل أقلام الغالبية تعمل بطريقة التبرير والتمرير للكبير، فتتحول لأقلام أجيرة وأسيرة ومعتمة ومتورطة لتجد نفسها قاهرة للأنقياء وليس بطاهرة لتقود الأمة صوب نظام التفاهة.

نظام التفاهة الذي قال الفيلسوف الكندي ألن دنو في حقه بكتابه نظام التفاهة: "لقد حسم التافهون المعركة لصالحهم هذه الأيام، لقد تغير الزمن زمن الحق و القيم ، ذلك أن التافهين امسكوا بكل شيئ، بكل تفاهتهم وفسادهم، إنه زمن الصعاليك الهابط حيث صار بإمكان اي جميلة بلهاء او وسيم فارغ أن يفرضوا أنفسهم على المشاهدين عبر منصات تلفزيونية عامة، وأصبح من حق السخفاء والحمقى إن يكتبوا ما يشاؤون على مواقع التواصل التي ساوت بين المثقف و الجاهل، لذا علينا ألا ننساق مطلقا وراء الفقاعات لأننا بذلك نعطي قيمة للتافهين"، وفي المحصلة فإن نهاية الناعقين على أبواب جهنم والجهل سيكون السقوط في الجحيم.

آخر الكلام:

يقول الفيلسوف أسامة جبارة: "أن غياب الوعي وشراء الضمائر والتبعية والقيم المادية، ساهمت في خلق حالة من الضياع يقودها رهط من الجهلاء لتعم الجهالة". وقال دوستويفسكي : " أقسم لكم بأغلظ الإيمان، أن شدة الإدراك مرض"، وقال كافكا : " إذا كان هناك ما هو أشد خطورة من الإفراط في المخدرات فمن دون شك هو الإفراط في الوعي"، وقال المتنبي : "ذو العقل يشقى في النعيم بعقله .. وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم".





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :