عمون - في إطار سلسلة من المبادرات الهادفة التي تنظمها منصة "نَحْنُ" بالتعاون مع مؤسسات أكاديمية ومجتمعية، لترسيخ مبادئ العدالة والتضامن المجتمعي، ولتكون خطوة فعالة في بناء وعي طلابي قادر على إحداث التغيير الإيجابي، وبهدف تسليط الضوء على التأثيرات العميقة التي تتركها الجرائم على ضحاياها، سواء من النواحي النفسية أو الاجتماعية أو القانونية، إلى جانب تعريف المشاركين بالإطار القانوني الذي يكفل حقوق الضحايا، وآليات الدعم المتاحة لإعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع، وفي إطار تعزيز الوعي المجتمعي بقضايا الضحايا وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي والقانوني لهم، نظم فريق سفراء منصة نَحْنُ بالتعاون مع عمادة شؤون الطلبة في جامعة إربد الأهلية ورشة تدريبية بعنوان " ضحايا الجريمة وأبعادها النفسية والاجتماعية والقانونية "، قدمتها المدربة أنوار بني ارشيد، وبحضور ضابط ارتباط منصة نحنُ الكابتن كمال المومني، إلى جانب أعضاء فريق السفراء وجمع غفير من طلبة الجامعة والمهتمين بمجال العدالة الاجتماعية.

وقد توزعت فعاليات الورشة على عدة محاور تناول أولها تعريف الجريمة وضحاياها، حيث تم شرح أنواع الجرائم وتأثيراتها المباشرة وغير المباشرة، مع التركيز على الفئات الأكثر عرضة لأن تكون ضحايا، مثل النساء والأطفال وكبار السن، أما المحور الثاني فتناول الجانب النفسي والاجتماعي للضحايا مستعرضًا الصدمات النفسية التي قد يتعرض لها الأفراد بعد وقوع الجريمة، والدور المحوري الذي تلعبه الأسرة والمجتمع في عملية الدعم وإعادة التأهيل، وفي المحور الثالث، تم استعراض الإطار القانوني لحماية الضحايا، حيث تم تسليط الضوء على التشريعات الوطنية التي تضمن حقوق الضحايا، والدور الذي تقوم به الجهات المختصة كالأجهزة الأمنية والقضاء في معالجة هذه القضايا ومتابعتها بشكل عادل ومنصف، وفي المحور الرابع آليات الدعم والتأهيل، حيث عرضت بني ارشيد مجموعة من المؤسسات والمراكز المتخصصة التي تقدم خدمات الدعم النفسي والاجتماعي والقانوني، إلى جانب استعراض نماذج لقصص نجاح لأشخاص استطاعوا تجاوز صدمة الجريمة والانخراط مجددًا في الحياة.

وتميزت الورشة بتفاعل كبير من المشاركين، الذين طرحوا أسئلة عميقة حول طرق التعامل مع الضحايا وآليات الإبلاغ عن الجرائم دون التعرض للمساءلة أو الوصمة المجتمعية، كما شارك عدد من الطلبة بقصص وتجارب شخصية أثرت الحوار وعمّقت النقاش، ما أضفى طابعًا إنسانيًا وواقعيًا على الورشة.

في ختام الورشة، قام الدكتور فايز العتوم/ عميد شؤون الطلبة بتسليم الشهادات التقديرية على المشاركين، وقد خرجت الورشة بعدة توصيات كان من أبرزها: ضرورة تعزيز التوعية المجتمعية بحقوق ضحايا الجريمة، ولأهمية إنشاء مراكز دعم نفسي داخل الجامعات لتقديم خدمات فورية للمتضررين، وتشجيع الجهات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني على توحيد الجهود لتوفير بيئة آمنة وداعمة للضحايا، وقد أعرب منظمو الورشة عن شكرهم للمدربة أنوار بني ارشيد على ما قدمته من محتوى غني وشامل، كما تم توجيه الشكر للحضور على تفاعلهم الإيجابي، مع التأكيد على أهمية استمرار مثل هذه الفعاليات لتأصيل ثقافة حقوق الإنسان والدعم المجتمعي.