facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




صناعة الوهم وتبادل التهم


د. محمد العزة
22-03-2025 01:02 PM

الوهم و تبادل التهم متلازمة ثلاثية الأبعاد و الأعراض تصيب الأمم و المجتمعات التي تنشط داخلها القوى السياسية السلطوية ( أفراد داخل السلطة ، أحزاب) التي لا تعرف ابجديات الديمقراطية و ادبياتها و لا تحاول التدرب على ادوات الدولة في فهم عقلها لجعلها ثقافة سياسية مجتمعية ، و لا تحاول تقبل تبادل الأدوار داخلها مابين الموالاة المؤيدة و المعارضة الناقدة البناءة ، لإكتشاف معالم كل دور داخل مواقع المنصب ، واجباته الموكولة أو المكلف بها ، صلاحياته التي تمكن الفرد داخل ذلك الموقع أداء المهام بكل حرفية و اتقان ، و السعي لبيان حجم المسؤولية و همها ليقوم بحسابات و وزن قدراته قبل الإقدام على رفضها أو قبولها .

اولى الأعراض التي تصيب تلك القوى السياسية ، ظاهرة الوهم ، و اعتقاد أنها ضحية عدائية الآخر لمواقفها و سلوكها ، السبب يعود في ذلك أن منبع سلوكها مستمد من فكر هواياتي فرعي أما شرعي ديني أو وطني أقليمي او عاطفي ثوري ، شعارات ترسم حولها تلك القوى هالة من القداسة ، و الخطوط الحمراء الممنوعة ، و لأجل هذا تعطل جهاز البث لديها الذي لا يعرف إلا الارسال ، لاقطات الإشارة عندها مفقودة أو معطلة غير قادرة على استقبال موجات قنوات الرأي الأخر المرسلة لتمكنها من اكتساب تعلم مهارة إدخال احداثياتها ومتابعة خطابها و القيام بتحليله و اخذ الموقف منه بالرد عليها ضمن صياغة المفردات اللغوية السياسية الملتزمة الملائمة البعيدة عن التهم و الأسلوب الغليظ الفظ الفج ( وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ) أما أن تتفق أو تختلف معه لكن لا تفترق.

تعددية الرأي حالة صحية ، و علامة على مدى مستوى عافية الثقافة لوعي المجتمع ، و غاية لزيادة سعة المشاركة في التفكير و تجذير منهج الفكر الجمعي و تقاسم القرار ، و تبديد العقبات التي تعيق تطبيقه ، الأمر الذي يؤدي لتراكم الخبرات و تبادلها ، و يقود إلى تحسين جودة الأداء في القيام بالمهام و يعود بالايجاب في الانجاز المنشود بأمتياز .

في الشأن السياسي الحزبي الاردني ، نلاحظ اعراض متلازمة هذه الثلاثية ، لدى بعض التيارات و التنظيمات السياسية على الساحة الأردنية المعروفة بتصلبها و تشددها و تأخرها في البدء بعلاجها و الاستفادة من نماذج الآخرين .

لا اريد استحضار الغرب كمثال ونموذج ، لكن في الكيان الصهيوني نجد غانتس و لابيد و باراك و حتى ليبرمان يمارسوا دور النقد اللاذع المعارض لنتن ياهو و لليمين المتطرف ، دون أي إساءة أو الإشارة باستخدام مصطلحات و أوصاف الخيانة ، حرصا على جبهتهم الداخلية موحدة تتصدى وتقف ضد أي حدث أمني أو عسكري ، لكن هذا لا يمنع توجيه النقد و إقامة معيار التقييم و المحاسبة و تشكيل لجان لذلك و على إثر مخرجاتها تتم المسائلة ، في حرب ٧٣ تم تشكيل ( لجنة اجرانات) لمساءلة جولدا مائير و أوصت بإنهاء حياتها السياسية ، في ٨٢ بعد غزو لبنان كذلك تم تشكيل (لجنة كاهان) لمساءلة مناحيم بيجن و شارون اوصلت الاول لانهاء حياته السياسية وتجميد نشاط الثاني .

الاتهام و إسكات اصوات النقد للحرب على غزة أصبحت ادوات بعض القوى السياسية التي تعاني من وهم العدائية و خطاب الكراهية ضدها ، و تمتهن إطلاق تهم من يحاورها بتهم التخوين و الانبطاح ، أقلام كتاب الدعسة الفجائية، ليحدثوا شرخا في الجبهة الداخلية و تعتمد في البينة أن هذا جلد للضحية بدلا من جلد القاتل الجلاد الفاشي لكن سيأتيهم الرد:

لن نقبل المزاودة في القضايا الوطنية الأردنية والعربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

اين كان فكر و معتقد هذا التنظيم أو ذلك التيار وكل من يحاول اظهار بطولاته على حساب دم الشعب الفلسطيني و الاتجار به سيأتيه الرد :

يحق لنا النقد ، عدونا الصهيوني المعتدي من قال إننا لا نعرفه ، كيان وظيفي جبان ضعيف هش ، خبيث يستقوي و يتكي على عصا التطرف الديني الخرافي ، و تحت حماية القوى الامبريالية الغاشمة أولها الامريكي ، عدونا لا ينقصه المكر و الخبث و الخداع و الطعن بالظهر و لا يراعي لا حرمة دم ولا تؤخذه الا ولا ذمة أو تفويت اي فرصة لأعمال القتل و القصف دون اعتبار لحسابات البشر الأبرياء و لا الحجر .

لكن المعتدى عليه ( الضحية ) عليه مسؤولية أن يبقي هذا العدو في حالة من ديمومة الحساب و التخوف و صناعة حالة الردع و ارهاقه و استنزافه نفسيا و ماديا و سياسيا ، تزامنا مع أختيار التقنية و التكتيك المناسب الذي يحقق تلك الاستراتيجية .

تصريحات أحد المحللين العسكريين على أحد الإذاعات :

"على المقاومة أن لا تسلم ملف المفاوضات للدول العربية لو ابيدت غزة عن بكرة أبيها ، لاحقا سيخرج من الاردن و سوريا من يقاوم ".
الاحترام و التقدير لرأيه ، من قال إننا لن نقاوم المحتل اذا ما هاجم الاردن ، و نحن الكرامة و روحها لكن هل تغفل الحسابات العسكرية الأهداف السياسية ، وتكتفي بالحسابات الربانية التي دون شك نؤمن بها لكن امرنا الاستعداد لها و الأخذ بالاسباب الدنيوية .

هل التفاوض مع الامريكي دون الحاضنة العربية سيعطي الامان لغزة ؟

هل الذهاب لوحدها وإسقاط الجهود العربية المبذولة سيسقط مطالبتها لاحقا لهم بالتدخل ؟ دون الأخذ بالاعتبار مصلحة الشعب الفلسطيني وحياته على المحك.

هل الهدف السياسي للعمل العسكري هو إعطاء المبرر لإفراغ الأرض من أهلها ؟ ثم مطالبة غزة بالصمود و النزف إرضاء لكبرياء هؤلاء لانهم أهل الوصاية عليها و بيدهم اسباب الموت و الحياة لذا لايجوز لها الصراخ و البكاء قبل أن يأذنوا لها ، أم كانت الأهداف تحريرها و فك القيد عنها و عن المقدسات و إعادة أعمارها وإنقاذ أرواح من عليها و الحفاظ على 7 مليون فلسطيني فوق ترابهم الوطني التاريخي؟

هل نذهب لحسابات المعادلة الصفرية ؟ أم ننشغل و ننتظر مناقشة هاجس و مخاوف التهجير .

ليخرج علينا كتاب و ساسة تلك القوى ، نعتذر لقد اسأنا التقدير و أن الله غفور رحيم و هو خير من يدبر الأمور احسن تدبير.
ختاما مصلحة 7 مليون فلسطيني على أرض فلسطين و 7 مليون اردني على أرض الاردن لا يجوز أن ترهنها و ترهن حياتهم مقابل اشباع عاطفة سياسية أو رعشات شعبية ، أو مصلحة شخصية لاسباب سياسية ، بل يقام لها الوزن للحفاظ عليها باستخدام نمط المقاومة الملائم و تلبية ما يتطلب لضمان أمنهم إلى أن تتهيأ الأوضاع للافضل على مستوى الأمة اجمع.

كلكم راع و كل راع مسؤول عن رعيته .

غزة لن تموت ولا مقاومتها سوف تنتهي لأنها فكرة و الفكرة لا تموت و هناك أجيال قادمة على العدو أن يواجهها ، لكنها قد تستريح استراحة الجريح لتقوم ، لا فنـــاء لثائر، لأنـــهـا كالقيامـــه ذات يـــــوم آت..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :