في أروقة التاريخ، كانت هناك معركة صامتة، معركة بين "نصفي الدماغ". لطالما احتكر "العقل الأيسر"، سيد المنطق والتحليل، عرش القوة، فبنى عالماً من الأرقام والمعادلات، عالماً تسوده الحسابات الدقيقة والخطوات المحسوبة. ولكن، كما هي طبيعة التاريخ، لا شيء يدوم.

كانت التكنولوجيا بمثابة الزلزال الذي هز أركان هذا العالم، فمع كل خوارزمية جديدة، ومع كل ذرة ذكاء اصطناعي تتفتح، كان العقل الأيسر يفقد بريقه تدريجياً. فجأة، وجد نفسه وجهاً لوجه أمام منافس لا يرحم، منافس يجيد لغته ببراعة، بل ويتفوق عليه فيها.

في تلك اللحظة الحاسمة، بزغ نجم "العقل الأيمن"، ذلك النصف المنسي، الحارس الصامت للإبداع والحدس. لقد كان كالفنان الذي يختبئ في الظل، ينتظر لحظة الصعود. ومع كل تقدم تكنولوجي، كان يزداد سطوعاً، كقمر يتحدى عتمة الليل.

تخيل نفسك في "مدينة المستقبل"، مثل مدينة تشنجن، وحتى دبي" مدينة تتراقص فيها الأضواء وتتداخل فيها الأصوات. هنا، لا مكان للآلات الصماء، بل للفنانين والمفكرين، لأصحاب الرؤى والأحلام. في هذه المدينة، "الإبداع والابتكار" و"التفكير الرشيق" هو العملة الرائجة، و"الذكاء العاطفي" هو لغة التواصل.

هل ترى تلك "الفرق العالمية المتناغمة" التي تعمل كأوركسترا واحدة؟ إنهم ليسوا مجرد "موظفين"، بل هم "رسامون" يلونون لوحة المستقبل بأفكارهم ويرسمونه. وهنا، في زاوية أخرى، يقف "قادة استثنائيون وملهمون"، لا يملكون "آلات حاسبة"، بل "قلوباً" تنبض بالتعاطف والقدرة على فهم الآخرين.

"المستقبل" ليس مدينة من الصلب والزجاج، بل هو "لوحة فنية عملاقة"، تتطلب ألواناً زاهية وفرشاة جريئة. ولكي نرسم هذه اللوحة، علينا أن نوقظ "العقل الأيمن" من سباته، أن نطلق العنان لأحلامنا، وأن نتحدى حدود المألوف.

تذكر، كل "لغز له حل"، ولكن ليس حل تقليدي. ففي عالم الغد، الألغاز معقدة، والحلول تتطلب "تفكيراً خارج الصندوق" والسر بذلك هو "الابتكار". تخيل نفسك أمام لوحة فسيفساء ضخمة، كل قطعة فيها تمثل تحدياً، وكل لون يمثل فكرة جديدة. هل ستكتفي بترتيب القطع بشكل تقليدي؟ أم ستطلق العنان لخيالك لتبدع وتبتكر تحفة فنية لا مثيل لها؟

"العقل الأيمن" هو المفتاح، هو البوابة إلى عالم "لا يعرف المستحيل". وهذا ما يؤكده (عالم الدماغ البرفسور هيثم العقيلي أستاذ وجراح الدماغ) مارس "الإبداع" وابتكر، تنفس "الذكاء العاطفي"، وارسم رؤى مستقبلية تتجاوز حدود الواقع. ففي عالم الغد، المبدعون هم "القادة"، والحالمون هم المنتصرون."