ماذا نقول للمستيقظين على الثغور في الذكرى ال 57 لمعركة الكرامة؟
د. صالح المعايطة
21-03-2025 07:34 PM
١.قبل الحديث عن مضامين ودلالات معركة الكرامة التي حطمت اسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر ،وكسرت غطرسة القوة ،ومفهوم القلعة الحصينة ،لا بد من ربط البيئة العملياتية المحلية والإقليمية والدولية التي كانت سائدة بعد حرب 1967 التي تمكنت فيها اسراءيل من هزيمة 3 جيوش عربية واحتلت صحراء سيناء وهضبة الجولان وكامل الضفة الغربية.
٢.كانت قصد وهدف اسراءيل من معركة الكرامة هو احتلال المرتفعات الغربية للأردن والوصول إلى مرتفعات السلط وناعور ،وتدمير الحياة الزراعية في الاغوار الاردنية وجعلها منطقة طاردة للسكان، بالإضافة إلى الإجهاض على باقي القدرات العسكرية الاردنية المتبقية بعد هزيمة عام 1967،ولكن المفاجأة الاستراتيجية والعملياتية والتكتيكية التي حققتها القوات المسلحة الاردنية بقيادة الراحل العظيم الملك الحسين بن طلال رحمه الله...الذي رفض وقف اطلاق النار الا بعد انسحاب فلول الجيش الإسرائيلي من الأراضي الاردنية ،وهنا نقول ها هم المستيقظون على الثغور الذين كسروا غطرسة الجيش الذي لا يقهر....واعادوا كرامة العرب للعرب ....لأنهم المستيقظون على الثغور..لأنهم حماة الوطن ، نقول لهم انتم الأصدق قولا والاخلص عملا.
٣.ففي الحادي والعشرينِ من آذارٍ من كلِّ عامٍ الفخر يفتخر بالاردنيين قيادة وشعبا وجيشا لاننا انتقلنا من ضعف القدرات العسكرية الى بناء القدرات ،حيث كتب جيشنا العربي التاريخ بفوهات بنادقهم وازيز طائراتهم وهدير دباباتهم ،وصمود الجبهة الداخلية والتفاف الشعب حول قيادته الهاشمية التي قالت وبصوت القائد العسكري الشجاع الحسين الراجل العظيم حين قال : "وكانت الأسودُ تربضُ بالجنباتِ، على أكتافِ السفوحِ، وفوقَ القممِ، في يدها القليلُ من السلاحِ والكثيرُ من العزمِ، وفي قلوبِها العميقُ من الإيمانِ باللهِ والوطنِ، وتفجَّرَ زئيرُ الأسودِ في وجهِ المدِّ الأسودِ.. الله اكبر..
٤.أثبتتْ معركةُ الكرامةِ أنَّ جيشَنا العربيَّ هو حامي الحمى، وسياجُ الوطنِ، القادرٌ على الرد والردع والصد ودحرِ العدوان كما نجحت القوات المسلحة الاردنية في دعم واسناد الاخوة للفلسطينيين الذين احتموا بالأرض الاردنية ومنطلقين منها لاستعادةِ الحقِّ الفلسطينيِّ. لتستمر مسيرة الهاشميون بالعطاء والدعم للشعب الفلسطيني وتعزيز صموده في الضفة الغربية وقطاع غزة.
٥. في ظلالِ ذكرى معركةِ الكرامةِ اثبت الاردنيون قيادة جيشا وشعبا ان الثرى اغلى من الثريا ، ويتجددُ العهدُ والوفاء والولاء والانتماء ليقفُ فيها الأردنيُّون جبهةً داخليةً صلبةً وموحدة ،وملتفة حول القيادة الهاشمية وعميدها حضرةَ صاحبِ الجلالةِ الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية ليبقى الاردن كالجبال العالية يصعب التسلق عليها وكالمنارات الشامخة تعمي الأبصار. وليبقى جيشنا العربي أعز ما لنا واغلى ما فينا.....