بما ان الأحداث والمواقف والأخطاء الرسمية والهموم العامة تتشابه ، فإن التعليق عليها سيتشابه بالضرورة ..لست بحاجة الى مقدمة طويلة لأدخل في صلب الموضوع ، كل ما هنالك أنني ،سأسرق جزئية من مقالة قديمة كتبتها قبل سنتين تقريبا تخدم فكرة مقالة اليوم..
***
وعينا في عمر المراهقة على سينمات اربد القديمة، لافتات قماش عليها صور فنانين عرب وهنود وأمريكان- حسب نوع الفيلم- تلفت نظر المارين...وفي مدخل السينما وقبل الوصول إلى بائع التذاكر ، هناك لوحات خشبية «ستاندات» يعرض بعض الصور الجذابة والموحية والمغرية المطموسة «بالفولوماستر الأسود» .. يفقد الشاب أعصابه بسبب «سواد الفولوماستر» فيسرع الى قطع تذكره دون تركيز أو وعي أو دون ان يعرف اسم الفيلم الذي سيحضره حتى..
كان الملل يصيب المتفرجين جراء بطء مجريات القصة..فجمهور الحاضرين لا يعنيهم القتال ولا انتصار الخير على الشرّ ولا تسلسل الأحداث ولا التشويق ...كل ما يعنيهم ان يُقطع الفيلم في لحظة ما حسب ومزاج مُشغّل السينما ..ليوضع مقطع أو مقطعين ساخنين يحققان المراد وسبب الحضور..وبالفعل كان»الرجل الأعور» المسؤول عن تشغيل الأفلام يقطع الفيلم بعد الساعة الأولى ثم يسلّط غباشاً لأبطال لا يمكن رؤية ملامحهم ولا حركتهم بشكل جليّ على الشاشة ..هنا كان يجن جنون الحضور ويبدأون بالتصفير وضرب الأيدي بالمقاعد مع هتافات..»وضّح.. وضّح.. وضّح.. وضّح» أخيراً يستجيب «مشغّل الافلام الأعور « لطلب الجمهور ويوضح الصور والمقاطع ..فيرضون عنه بتصفيق حار..
أحياناً و في قمّة تجلّي المشهد كان يأتي البحث الجنائي «كبسة» ...فيهرب الجمهور من مخارج الطوارىء والأبواب الخلفية..بينما كان يلقى القبض على «مشغّل الأفلام « فيوقف اثر «توضيحه» هذا ساعات في المخفر ثم يكتب عليه تعهّد ويغادر..
الكاتب الساخر مثل «موظف السينما الأعور»..يطالبه الجمهور دائماً بالتوضيح أكثر وأكثر ..وعندما يوضّح لهم «اللقطة»..يهربون همّ من المخارج..ويدفع هو ثمن «توضيحه»..
عرفتوا ليش بدنا نوضّح عن الفساد أكثر.؟؟
ahmedalzoubi@hotmail.com
الرأي