أمٌّ وكرامةٌ وصمودٌ لا ينهزم
م.شهد القاضي
21-03-2025 04:56 PM
في يوم الأم، نقف أمام أعظم قلوبٍ وهبت الحياة، أمام التضحيات التي لا تُحصى، والحب الذي لا ينضب.. الأمهات هنَّ من يزرعن في القلوب القوة، ومن كلماتهنّ الأولى يتشكل الوعي، ومن دعواتهنّ تُضاء الطرق التي كادت أن تتيه بنا.
وفي ذكرى معركة الكرامة، نقف أمام صفحة مشرقة من تاريخ الصمود، حيث أثبت الأحرار أن الأرض لا تُوهب، والحقوق لا تُستجدى، وأن الدم الذي يُسفك في سبيل الوطن يُنبت أملًا لا ينكسر.. كانت المعركة صوتًا للذين رفضوا الهزيمة، ورسالةً لمن ظنوا أن القلوب ستلين، فكانت الكرامة اسمًا ومعنى، سطرها الأبطال بدمائهم الطاهرة.
واليوم، تنظر قلوبنا ناحية غزة، حيث الألم لا يتوقف، لكن الصمود لا يتراجع.. هناك حيث تُولد الأمهات من جديد كل يوم، وهنّ يمسحن عن جباه أطفالهنّ رماد القصف، يخبئنهم تحت أجنحتهنّ كأنهنَّ حصنٌ منيع، يعلّمنهم أن الصبر ليس خيارًا، بل قدرٌ كُتب على الأحرار.. هناك، حيث العتمة تملأ الأزقة، لكن العزيمة تُشعل في القلوب نورًا أقوى من كل ظلام.
من معركة الكرامة إلى غزة، التاريخ يعيد نفسه، والحكاية لم تتغير: أرواحٌ تُزهَق، وأمهاتٌ يدفنَّ أبناءهنَّ بأيدي ترتجف ألمًا لكنها لا تستسلم، وعالمٌ ينظر من بعيد وكأن الدم الفلسطيني أقل قيمةً من أي شيء آخر.. لكن رغم ذلك، غزة لا ترفع الراية البيضاء، والكرامة لا تزال حيّة، والأمهات هنَّ ذات الأمهات اللواتي يُربّين أجيالًا لا تعرف الخنوع.
إلى أمي، إلى أمهات الشهداء، إلى كل أمٍّ كانت وطنًا في وجه الانكسار.. لا كلمات تكفي، ولا يومٌ واحدٌ في السنة يوفيكنّ حقكنّ، فأنتم المعجزات الحقيقية التي لم يدركها العالم بعد.