facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أنا ابن نورة


د. ثابت النابلسي
21-03-2025 12:48 PM

كم أشعر بالفخر والاعتزاز في حياتي وأنا أنطق اسمها، الذي هو سر سعادتي وقوتي. أمي، نورة بنت مفلح بنت مفضي العربيات، أشكر الله الذي جعلني ابنك في هذه الدنيا.

واليوم، في عيد الأم، هذا اليوم الذي يهبّ فيه الجميع ليسعدوا أمهاتهم بهدية ولقاء ومشاعر جميلة، أجلس أمامك مكتوف الأيدي، أدعو الله لك بالشفاء التام، وأنتِ ترقدين على سرير المرض، والأطباء والممرضات يطوفون على غرفتك صباحًا ومساءً، ونحن جميعًا نقف متفرجين.

أمي…
أعتذر منك عن كل الأيام التي لم أكن فيها قريبًا منك، أو أضعتُ فيها فرصة التمتع برؤيتك وكسب رضاك، فأنتِ دائمًا تدعين لي في غيابي، وأشعر بوقع الدعاء وبركة الوقت والرزق والتوفيق.

أمي…
أعتذر منك إذا أغضبتك يومًا أو أسأتُ في كلامي أو تعاملي معك في أي موقف، بوعي مني أو دون وعي.

أمي…
كل هدايا الدنيا وأموالها لا قيمة لها أمام عظمة ما قدّمتِ، وما ضحّيتِ، وما تحمّلتِ. سامحيني إذا اعتقدتُ يومًا أن هديةً تكفيكِ، أو أنني بذلك قد وفيتكِ حقكِ، فلا شيء في هذه الدنيا يمكن أن يفيكِ حقكِ.

أمي…
إرادة الله تعالى أن يتمكن المرض منك، وأن نعجز أمام ألمك، لندرك كم كنتِ قوية في حياتك من أجلنا. نعم، الإيمان بالله سبحانه وتعالى هو القادر، {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}، ولكن كيف نواسي أنفسنا على كل يوم كنتِ فيه تسعين من أجلنا، بينما كنا نحن نسعى من أجل أنفسنا والآخرين؟

أمي، الفخر أنتِ والكبرياء…
أملك من عمري أثمن الذكريات الجميلة، التي كنتِ فيها معي دومًا، تدافعين وتحاربين من أجلي. وأتذكر كل لحظة كنتُ أقابل فيها الناس في مدينتنا، السلط الأصيلة، ويسألني بعضهم: “أنت ابن نورة؟”، فأقول نعم، بكل فخر، رافعًا رأسي: “نعم، أنا ابنها”.

أمي، امرأة سلطية أصيلة…
هي ملكة تحكم بالحب قلوب من حولها. هي ربة منزل عرفها أهلها منذ الصغر قوية الشخصية، حرةً، أبيّةً. عرفها أهل السلط لأنها قادت مظاهرات شعبية وهتفت باسم الوطن عاليًا، لأنها شمرية. عرفها الجميع بكرمها، وطيبتها، وعطائها. ضحّت وربّت، وطبخت وأطعمت، وأصلحت وفرحت، وحزنت وتنازلت لأجل غيرها. لم تكن أمي امرأة عادية، بل كانت امرأةً خارقة.

وقفت سندًا لزوجها، وعملت في الفلاحة والرعاية، والأهم أنها أنجبت سبعة أبناء وبنات، ربّتهم وعلّمتهم، فكان منهم أربعة يحملون شهادة الدكتوراه، وكلهم يخدمون الوطن بعلمهم وعملهم.

أمي ترقد على سرير المرض…
في عيد الأم، هذه رسالتي: استثمروا حياتكم مع أمهاتكم، ولا تضعوا أحدًا فوقهن، فعيْشوا لرضاهن، واعلموا أنكم بدعاء أمهاتكم تسير حياتكم. فليكن عيد الأم كل يوم، وليس مجرد يوم.

أمي، أيتها الملكة…
اعلمي أن قلبي عرشك في الحياة والممات.
وكل عام وأنتِ بألف خير.
شفاكِ الله وعافاكِ من كل سقم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :