الأمُ هي حَواء، صنعها الخالق من ضِلعِ آدم لتكون له الدواءَ من كل داءْ. واكرمَ بها رجُلها لتكون له خيرُ مأوى يلجىءُ اليهِ في السرّاء والضرّاء. انها المِرآة التي يرى بها ذاته ويتباهى، وهي خيرُ حسناء له بين النِساء.

أُم الرُسل والأنبياء، صاحِبةُ المقام العالي في الأرض، كما في ملكوتِ السماء. كرّمها الله بأن تكون ام للمسيح، النور الذي أضاءَ طريقُ الاشقياء. وذُكرتْ بالتوراةِ والإنجيلِ والقرآن، ومحطُ إبداعِ الرسامين والشُعراء.

منهم الملكات والامِيرات وسيداتِ المجتمع وخِيرة من رؤساء الوزراء. انها الشقراء، والحنطية، والسمراء، وإن تعددتْ الوانها فهي كالغيداء. هي الأختُ والابنه والجدة والزوجة وهي سندُ المستضعفينَ والأقوياء.

انها كأزهار القرنفل وشجرُ الياسمين، تختزلُ رائحةٍ طيبةٍ تنبعثُ في الهواء. حواء لزوجها وأبناءُها يدٌ خضراء، أشبهُ بأحجارِ الزمردْ عاليةُ النقاء. سلاحُها العطاءْ وسلامُها بركةٌ ورِضاء، تنشرهُ في كل لحظةٍ ولِقاء.

في جُعبتها علاجٌ رباني لكلِ داء، يعجزُ عن وصفهِ كلِ الحُكماء. في الصحةِ والمرضِ هي النِداء، وبالفرحِ والمرحِ لنا منها كلِ الدُعاء. هي غِذاء الروح وقلبٌ مفتوح، جوهرةٌ ربانية أُرسلتْ من السماء.

هي أُمنا في الطفولة، أُمنا في ريعانِ الشباب، هي أُمنا ونحنُ نُرزقُ بالابناء. الأم كالارضِ الخيرةِ الكريمةِ بثمارها، هي بحرٌ من العطاء. هي الأمل الذي لا يخيب، وفيها ومعها كلُ ما نحتاجهُ من الأشياء.

هي كالشمسِ، تشرقُ في صباحِ مملكتها، ولا تغربُ عنه وإن حلّ المساء. وهي كنورِ القمرِ، يُشعشعُ بريقُها في محيط بيتها وبها يسمو البهاء. شامخةٌ كالجبال، صانعةُ كل الاجيال، تستحقُ منا الاشادةُ والثناء.

صاحبةُ كلمة الحق، لا يختلفُ عليها عاقلٌ ولا مجنون ولا حتى الحُكماء. حواء صانعة أمجادِ الأمم، تنطفىء كالشمعةِ لتقدمُ خيرةً من الأبناء. انها الكائنُ الذي لا يُقدرُ بثمن، ونِعمةٌ يعجزُ عن شِرائها أثرى الاثرياء.

الأم صفاء، يعشقها البُسطاء والفقراء والمساكين والاغنياء على حدِ سواء. رداءُها منسوج من خيوط الفِداء، وبناءُ مملكتها مُستوحاةٌ من صنعاء.

الأم ارضٌ للعمار وأسوارها مُحصنةٌ من الدمار، وكيانُها مُتكاملُ الرقاء. ترى فيها فاتنه كالجيداء، وتبني بيتها على صخرةٌ وهي له أسماء.

إنها كالسيفِ، يقطعُ الشكَ باليقين، سيفٌ يتألقُ لصدِ أعتى المتربصينَ والاعداء. إنها كالجدار الحديدي، لا يجرؤ على اختراقهِ القاسي والداني لينالَ من الأبرياء والضُعفاء.

أُم للبشريةِ بلا إستثناء، هي نورُ الحق والعدالة والمساواة، مُحصنةٌ من الازدراء. الأم بتلمْ ولكلِ لحظةٍ معها بتحنْ، ويا ليتَ الأم أزلية لتحلوا بها الجمعاء.

والى الله يُرفع الرجاء، يا رب بارك الامهات واجعلهم بقاءٌ دونَ إنقضاء.