عمون - أصدرت نقابة المهندسين الأردنيين بيانا بمناسبة يوم معركة الكرامة الخالدة 21 آذار، أكدت فيه اعتزازها بقواتنا المسلحة الأردنية الباسلة.

ودعت النقابة إلى تعزيز اللحمة الوطنية، وتوحيد الجهود لحماية الأردن من كل المخاطر والمؤامرات التي تُحاك ضده في هذا الإقليم المشتعل.

وتاليا نص البيان:

بسم الله الرحمن الرحيم

تحتفي نقابة المهندسين الأردنيين وأبناء وطن الجسد الواحد، اليوم، بذكرى معركة الكرامة الخالدة، تلك المعركة التي سطر فيها أبطال جيشنا العربي الأردني أروع صفحات التاريخ، وجعلوا منها رمزًا للكرامة والشرف والوطنية التي لا تعرف المساومة. إنها ذكرى عزيزة على قلوبنا جميعًا، نحييها بكل فخر واعتزاز، فالمعركة التي جرت على أرض الكرامة ليست مجرد معركة عسكرية، بل هي محطة فاصلة في مسيرة الدفاع عن الأرض والعرض، وشهادة على شجاعة جيشنا العربي واستعداده الدائم لحماية ثرى الأردن الطاهر.

لقد كانت معركة الكرامة تجسيدًا للكرامة الوطنية، وإثباتًا أن إرادة الحق أقوى من جبروت الباطل، حيث تصدى أبطال القوات المسلحة الأردنية للعدوان الغاشم، محققين نصراً مؤزراً أذهل العالم، وأكد أن الأردن قويٌ بجيشه وشعبه وقيادته الحكيمة. كانت هذه المعركة رسالة واضحة بأن الدم الأردني لا يساوم، وأن هذه الأرض ستبقى عصية على الطامعين، بتضحيات رجالها وعزيمة أبنائها.

وتأتي هذه الذكرى العظيمة اليوم في ظل العدوان الصهيوني الغادر والغاشم على أهلنا في قطاع غزة، ذلك العدوان الهمجي الذي لا يفرق بين طفل وامرأة، ولا بين حجر وشجر، حيث يستمر الاحتلال في ارتكاب المجازر المروعة بحق الأبرياء، في انتهاك صارخ لكل القوانين والشرائع الإنسانية. إن ما يحدث اليوم في غزة هو امتداد لسلسلة من الاعتداءات المتكررة التي تستهدف شعبنا الفلسطيني الشقيق، وهو ما يجعل من استحضار معركة الكرامة ضرورة وطنية لتأكيد الموقف الأردني الثابت تجاه القضية الفلسطينية، القضية المركزية الأولى، التي لا يمكن أن نتنازل عنها أو نغض الطرف عن مآسيها.

وفي ظل هذه الأوضاع الحرجة، تتزايد التوترات الإقليمية، وخاصة على الجبهة الشمالية مع الشقيقة سوريا، مما يستدعي منا جميعًا الالتفاف حول الوطن، وتعزيز وحدتنا الوطنية في مواجهة التحديات والمؤامرات التي تحيط بنا من كل جانب. فالأردن، الذي لطالما كان حصناً منيعاً ضد مشاريع التقسيم والتآمر، سيظل قوياً بإرادة أبنائه والتفافهم حول قواتهم المسلحة الباسلة، الجيش العربي، الذي يذود عن حمى هذا الوطن، ويحميه من كل خطر يتهدده.

إن نقابة المهندسين الأردنيين، وهي تستحضر هذه الذكرى العظيمة، تؤكد أن معركة الكرامة ليست مجرد حدث من الماضي، بل هي نهج مستمر، ودروس في البطولة والتحدي يجب أن نستقي منها العزيمة والإصرار على بناء وطن قوي عصري، قادر على مواجهة كل التحديات. وكما وقف أبطال الكرامة في وجه العدوان، فإننا اليوم، في مختلف مواقعنا، مطالبون بأن نكون على قدر المسؤولية في حماية الوطن، وتعزيز صموده في وجه الأزمات التي تحيط به.

إننا في نقابة المهندسين الأردنيين، وإذ نؤكد اعتزازنا بقواتنا المسلحة الأردنية الباسلة، فإننا ندعو إلى تعزيز اللحمة الوطنية، وتوحيد الجهود لحماية الأردن من كل المخاطر والمؤامرات التي تُحاك ضده في هذا الإقليم المشتعل. فمعركة الكرامة كانت عنواناً للصمود والانتصار، وهي اليوم تذكرنا بأن وحدتنا الوطنية هي سلاحنا الأقوى في مواجهة أي تحديات قادمة.

رحم الله شهداء الكرامة، وشهداء فلسطين، وكل من ضحى بروحه دفاعاً عن قضايا الأمة.

عاش الأردن، عاشت القوات المسلحة الأردنية، وعاشت الكرامة

نقابة المهندسين الأردنيين