facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في اليوم العالمي للشعر .. شعراء يبوحون بما يحاصر "ديوان العرب" من هموم


20-03-2025 04:59 PM

عمون - اتفق شعراء على أن الشعر العربي غاب عنه من يناصره وغُيّبت رسائله في لُجة الصمت وإفساد الذائقة ومآلات التردي في الفضاء الرقمي الأزرق.

في اليوم العالمي للشعر الذي أعلنته منظمة اليونسكو عام 1999 في 21 آذار من كل عام بهدف تعزيز القراءة والكتابة ونشر وتدريس الشعر في جميع أنحاء العالم، وتجديد الاعتراف وإعطاء زخم للحركات الشعرية الوطنية والإقليمية والدولية، رأى شعراء أن حضور الشعر العربي اليوم ليس بأفضل حال عن عقود خلت، مرجعين ذلك لأسباب عديدة ليس أقلها ما تعيشه المجتمعات العربية من "ثقافة الخواء" وغياب محركات الرعاية له من مختلف المؤسسات.

وللشعر أثر كبير في تعزيز إنسانيتنا المشتركة بجزمه أن جميع الأفراد في كافة أرجاء العالم يتشاطرون ذات التساؤلات والمشاعر، كما أثبت الشعر الذي يعد حجر الأساس في الحفاظ على الهوية والتقاليد الثقافية الشفهية على مر العصور، قدرته الفائقة على التواصل الأكثر عمقاً للثقافات المتنوعة.

وللعرب حكاية خاصة مع الشعر فهو "ديوان العرب" بحسب ما نسب لأمير المؤمنين الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب ألح على قراءة الشعر العربي وحفظه ودراسته، كون دارس الأدب العربي ومن له إلمام بحياة العرب يعرف أن شعر العرب يتحدث عن تاريخ العرب، وعن حياتهم الاجتماعية وعمرانهم، وعن نزعاتهم القبلية ونزاعاتهم، وعن حروبهم ووقائعهم، وعن أسفارهم ورحلاتهم وعن منازلهم وأنعامهم، وعن طعامهم وشرابهم؛ فكان الشعر أهم أنواع الأدب لديهم، وإن العرب شعب لم يترك صغيرة ولا كبيرة من أمور حياته إلا سجلها في أدبه.

ومن هذا المنطلق وفي ظل الغياب والتأثير، طرح رئيس دارة الشّعراء الأردنيين الشاعر تيسير الشماسين تساؤله "القصيدة العربيّة إلى أين ؟!" ليتبعها "لن يقولوا كانت الأزمنة رديئة، بل سيقولون، لماذا سكت الشّعراء ؟"، مردفا نعم لماذا سكت الشّعراء؟.

وقال الشاعر الشماسين "أردّد بصمت مطبق هذه المقولة الشّهيرة للشّاعر الألماني (برتولت بريشت) وأنا في غاية الخجل ممّا آل إليه المشهد الشّعري على السّاحة العربية من تردّ".

ورأى أن الموروث الشّعري أصبح مطيّة لكلّ عابر على الشّعر وطارئ عليه بعدما كان ديوان العرب، ناهيك عن تغوّل ضعاف الشّعراء عليه حينما سلبوه قيمته كرسالة سامية يُركَن لموثوقيتها، إضافة إلى تجريده من مضامينه والكثير من عناصره من عاطفة وتخييل وتصوير حسّيّ وبلاغة وتناص وخلافه.

وقال "لقد أصبحنا في الزّمن الّذي تُقرأ فيه القصيدة ولا تعلم عن ماذا يتحدّث قائلها، هذا إذا استطاع المتلقّي بكلّ وسائله احتواء شيئًا من المفهوم جرّاء إيغال قائلها بالرّمزيّة بدعوى الحداثة، أو ملك القدرة بطريقة أو أخرى على تجاوز الخلل الأسلوبي في تركيب الصّور غير البلاغيّة التي تشوب معظمها".

وذهب الشاعر الشماسين بعيدا فيما يعتقد أن الشعر والشعراء رهينا مؤامرة "لتسطيح الموروث الشعري وتمييع المشهد، وإفساد ذائقة المتلقّي...".

ورأى أن ما يجري على الساحة الثقافية العربية فوضى تزج بغير المؤهلين لقيادة الفعل الثقافي بما فيه حركة الشعر علاوة على أزمة خانقة تجتاح القصيدة العربية الرّصينة.

وقال إن القصيدة التي لا تحمل مضموناً تسقط من ملّة الشّعر، والقصيدة التي لا تحرّك شعور المتلقّي لا تُحسب على الشّعر بشيء، والشّاعر الحقيقي هو الذي تقتحمه القصيدة لا من يُقحم نفسه عليها.

الشاعرة ميسون النوباني، قالت: "لطالما كان الشعر روحا تتنقَّلُ في الأجساد لتمثل الرؤى والصور، وتعنون التاريخ، وتجمع بين الثقافات، وعلى الرغم من أنه يعبّرُ في كثير من الأحيان عن حالة خاصة من الإحساس العميق لذات واحدة؛ إلا أنه يجمعُ الكثير من الذوات.

ورأت الشاعرة النوباني أن الشاعر مظلوم في هذا الزمن؛ ولذلك جُعل له يوم للاحتفال به وبالشعراء الذين فقدوا معظم مكانتهم في المجتمع العربي قياسا على ما عاشه الشاعر من الاحترام والتقدير في أزمان سابقة، محيلة إلى ما يجري على الفضاء الرقمي الازرق قائلة: "ربما علينا الاعتراف بأن عالم الشعر صار بلا خصوصية بعد أن أصبح العالم قرية صغيرة، فالشعر أو ما يشبه الشعر صار موجوداً على منصات التواصل الاجتماعي، ليطلق اسمه على كل الكلام بكل سياقاته وأساليبه حتى التي لا تمت له بصلة، مستدركة أن الشعر الجيد هو الذي سيفرض نفسه وحضوره؛ ليوصل قضايا المجتمعات والأمم.

وقالت إنه ليس هنالك ما يشجع الشاعر على العطاء. لقد غاب دور المجلات والصحف اليومية تقريبا في دعم الكاتب، وقلَّ حدَّ التلاشي عدد المنابر المتاحة، وزاد عدد الدخلاء الذين يحولون الشعر والأدب إلى حرفة بعيدة عن الرؤية العميقة أو الالتزام.

وبمرارة حبيسة للشاعرة تختتم النوباني بقولها "إن هذا كله يتزامن مع ما نشهده اليوم من تراجع حضاري شامل يجتاح أمتنا ويهدد مستقبلها، وكانه جزء معدٌّ مسبقا لما نراه من انتكاس شامل لا ندري أين يذهب بنا". أما أمين بيت الشعر العربي في رابطة الكتاب الاردنيين الشاعر لؤي أحمد، فرأى أن يقدم ما في جعبته بمناسبة هذا اليوم باسلوب أدبي قد يلخص راهن العرب بقوله: "مُحاطونَ نحنُ -العرب- بالموتِ والقُبحِ والنَّارِ والدِّماء، لكنَّنا محكومونَ بالشِّعر، واحتفاؤُنا بهِ تذكيرٌ دائم بقدرتنا الاستثنائيةِ على صناعة الخلود في قصيدة، قصيدة يظنها غيرُنا لعبةً لغويّةً عابرة".

ونوه بأن الشّعر، هو التعبيرُ الجماليُّ الأوسم الرافض لهذا الواقع البشع، هو الرئةُ البليلةُ حين يختنق الوجود أو يكاد، هو الإعلان الفني الأول عن أنسنة التاريخ، وشعرنة العادي واليومي والمعاد، هو ثورةٌ بيضاء بالحبر الأسود، تُعيد الهامشي إلى متن المتون.

وتابع، أن الشعر العربي معجم الهوية، ومستودع السر، والفرد الحشود، الشعر سلطة تُعارض السلطة، وصعلكة نبيلة بعيدا من مضارب القبيلة، هو الحرية خارج أسوار القطيع، والفوضى الأنيقة المنظمة، هو القانون والخروج عليه في آن معًا.

الشعر، بحسب الشاعر أحمد، هو القليل من الغربة والكثير من الاغتراب، والغامض الشفيف، والواضحُ المبهم، والمجاز الحقيقة، هو النهر الذي لا نزال نسبح في مائه منذ الملك الضليل إلى اليوم، ونحن كما يقول الفلاسفة لا نسبح في النهر الواحد مرتين.

ويختتم بوحه الشفيف بقوله "يمدُّ الشُّعر يدًا في الفضاءِ فيقبضُ الصورةَ الشاردة، ويمدُّ أُخرى فيقطفُ من شَجرِ الخيال الثمر المُحال".

(بترا - مجدي التل)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :