facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الهوية الأردنية ما بين الرمز والقصف


هيلدا عجيلات
20-03-2025 01:47 PM

في الأزمات الكبرى، تنكشف الفروقات بين من يفهمون التاريخ والسياسة بوعي، ومن يختزلون المواقف في شعارات عاطفية لا تستند إلى أي منطق. ما قالته إحدى المشاركات في مظاهرة عن "العلم الأردني" ليس سوى تعبير عن جهلها العميق بتاريخ الأردن ودوره في القضية الفلسطينية، وعن غياب الوعي بأهمية الهوية الوطنية في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.

إن اختزال الموقف السياسي في هذه العبارة يكشف عن فهم قاصر للوطنية والانتماء، ويعكس حالة من التخبط الفكري لدى البعض الذين يعتقدون أن التنازل عن رموز الدولة هو شكل من أشكال التضامن!.

الأردن ليس دولة عابرة في محيطها، بل هو كيان سياسي له تاريخ طويل، وهوية متجذرة، ومواقف ثابتة لا تخضع للمزايدات.

رفع العلم الأردني في كل زمان ومكان ليس مجرد إجراء بروتوكولي، بل هو تأكيد على السيادة، والانتماء، والاستمرارية التاريخية، هذا العلم الذي تطالب بعض الأصوات بعدم رفعه اليوم هو نفسه الذي كان حاضرًا في كل المعارك التي دافعت عن فلسطين، وهو الذي لفّ جثامين الشهداء الذين سقطوا دفاعًا عن القدس، وهو الذي رفعه الجنود الأردنيون وهم يقاتلون في معركة الكرامة، حيث تحقق أول انتصار عربي على الاحتلال الإسرائيلي، فكيف يمكن لمن يطالب بإخفائه أن يدّعي أنه يدافع عن قضية فلسطين أو غزة؟.

تاريخ الأردن في دعم القضية الفلسطينية ليس وليد اللحظة، وليس مجرد موقف سياسي مؤقت. فمنذ نكبة 1948، كان الأردن في مقدمة الدول التي استضافت اللاجئين الفلسطينيين، ومنحهم حقوقًا لم يحصلوا عليها في أي بلد آخر، وتعامل معهم كشعب شقيق لا كغرباء، وعندما احتلت إسرائيل الضفة الغربية عام 1967، لم يتخلَّ الأردن عن مسؤوليته تجاه الفلسطينيين، بل استمر في الدفاع عن حقوقهم في المحافل الدولية، وحتى بعد فك الارتباط القانوني مع الضفة عام 1988، ظل الأردن يعتبر القضية الفلسطينية قضيته الأولى، ولم يتوانَ عن بذل الجهود السياسية والدبلوماسية لحمايتها.

المزايدون على الموقف الأردني اليوم يتجاهلون هذه الحقائق، ويريدون حصر دعم القضية في هتافات عاطفية لا تترجم إلى أفعال، الأردن لم يدعم فلسطين بالشعارات، بل بالدعم الفعلي، سياسيًا وعسكريًا وإنسانيًا ودبلوماسياً، ووجوده اليوم كأحد أبرز المدافعين عن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وكمساهم رئيسي في الجهود الدولية لوقف العدوان على غزة، هو امتداد لموقف ثابت لم يتغير عبر العقود.

رفع العلم الأردني في كل وقت هو تأكيد على أن هذا الوطن ثابت في مواقفه، مستقل في قراره، قوي بهويته. التخلي عن رموز الدولة لا يخدم فلسطين، بل يخدم فقط من يريدون تفكيك الدول وإضعافها. دعم القضية الفلسطينية لا يكون على حساب الهوية الأردنية، بل يكون من خلالها، لأن الأردن القوي هو سند لفلسطين، وحامٍ لها، وليس عبئًا عليها. والتاريخ لا يُكتب بالشعارات، بل بالمواقف التي تصمد أمام الزمن، وتُترجم إلى أفعال على أرض الواقع.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :