facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لماذا نرفع علم الاردن؟


فيصل سلايطة
20-03-2025 11:54 AM

بعيدا عن الوطنيات و الشعور الوطني غير المقترن بواقع حقيقي، ولندخل في الفلسفة الادبية البحتة ، قد يكون الوطن غرفة ، أو سطح بناية ، أو شارعا يعج بذكريات الطفولة ، قد يكون الوطن قبرا لأب ، أو عناقا لأم أو وردة تضحك كل ربيع أو أو أو..

كل الافكار الفلسفية للوطن ترتبط دائما بشعور الأمن ، شعور الراحة الفيّاضة التي تغمر الانسان ، شعور أن ينام و هو مطمئن ، يستيقظ على وقع صوت فيروز لا على ضرب الصواريخ ، ينام و هو مدرك أن جهاز اكسجين والدته سيعمل طيلة الوقت ، فلا قطع للكهرباء ، و لا اقتحامات لحرمات البيوت.

شعور الوطن عميق و فلسفي و متعدد الاوجه ، قد يكره البعض الاردن بلا اسباب ، قد يقول آخرون (لا بحر في عمان) فبالتالي لا جمال بها ، قد و قد و قد..

لكن لن يجرؤ أحدا أن يصوّر الاردن بصورة الحرب ، و مهما قرأنا من تغذيات راجعة لسياح زاروا الاردن لن نقرأ كلمة شعرنا بالخوف ، هذا الشعور من السكينة كافٍ أن يجعلنا ممتنين لهذا الوطن مهما اختلفنا معه ، مهما كان شعورنا تجاهه و تجاه رموزه.

أوطان كثيرة انهارت ، انصهرت في آتون المعارك العبثية ، رؤساء كثر جرّوا بلادهم لحروب ، غزوا جيرانهم ، تسبّبوا بغباء سياسي و عنجهية تنم عن خلل نفسي في انهيار حضارات و ضياع ثروات و ثورات لا تتوقف و مذابح و مجازر.

هذه اللغة الدموية مجهولة في الاردن ، فالذاكرة الشعبية إن تذكّرت ايام صعبة فستعود لتلك التي قاوم بها الاردن المعتدين ، السنوات التي دافع الاردن بها عن كينونته أمام من ظنوا انفسهم أقوى منه ، أو تمادوا في التوقعات و الآمال.

نحن اليوم لا نرفع علم الاردن عبثا ، أو ترفا ، أو حبّا بالاستعراض و لفتا للانتباه ، بل نرفعه لنحييه ، لنشكره ، لنغمره بشعور الامتنان ، فأن نكون في حالة سلام متوحّد في شام مضطرب ، نعيش رغد الاستقرار و ترف الطمأنينة ، هذه نعمة لا تقدّر بثمن.

فلذلك من لا يرى في هذا العلم وهذه الارض ملاذا له ، يظن أن فوضى الاعلام قد تذيب في الاردني انتماءه للأرض و حماة الاردن و قيادته ، فبكل بساطة ، يستطيع أن يتنازل عن جنسيته ، أن يخلع رداء الاستغلال و يذهب إلى حيث تُروى غريزته في الحرب و الدم ، فهذه الأرض وُجدت لتنعم بالسلام ، و هذا الوطن بناه رجال لا يعرفون سوى الحكمة ساعة الشدة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :