facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العدوان الغادر .. وفرض مخطط التهجير


فيصل تايه
19-03-2025 12:09 PM

استأنف الكيان الإسرائيلي عدوانه الوحشي بإعلان قراره مواصلة العمليات العسكرية الإسرائيلية في جميع أنحاء قطاع غزة ، والذي اتخذه بالتنسيق مع الإدارة الأميركية ، وكما كان متوقعاً لم "يلتزم" باتفاقاته وتعهداته ، في خرق سافر لتفاهمات وقف إطلاق النار الذي لم يجف حتى المداد الذي كتب به ، والذي كان قد دخل حيز التنفيذ في ٢٠ كانون الثاني/ يناير الماضي ، فسرعان ما عاد هذا الكيان المتوحش إلى طبيعته الوحشية الهمجية بالعدوان على خيام الأطفال والنساء الأبرياء الآمنين مخلفا ارتقاء أكثر من "٤٥٠" شهيداً ، فضلاً عن مئات الجرحى ما يؤكد أن هذا الكيان مصر على استهداف المدنيين بشكل ممنهج .

ان هذا الفعل الغادر وهذه الممارسات البشعة ضد المدنيين ترقى لمستوى جرائم الحرب مكتملة الاركان والجرائم ضد الإنسانية وانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني ، والتي تستوجب ملاحقة جنائية دولية فورية ، ما يمثل انقلاباً على الجهود الدبلوماسية ، وتنصلاً من الالتزامات الدولية ، وانتهاكاً جسيماً لقرارات الشرعية الدولية ، حيث أن المبررات التي ساقها "النتن ياهو" لاستئناف القصف هي ذرائع واهية تتنافى مع أبسط قواعد القانون الدولي الإنسانى ، خاصة في شهر رمضان المبارك ، بهدف ممارسة الضغوط على حركة "حماس" لقبول شروط "تل أبيب وواشنطن" في مفاوضات صفقة التبادل ، وبالتالي القضاء على حماس سياسيا وعسكريا .

اننا وفي سعينا فهم الذي يجري على حقيقته ، فالواضح أن "النتن ياهو" يحاول تحقيق رغباته بتصدير أزماته الداخلية وصراعه مع رئيس "الشاباك" خصوصا ، ذلك بالعودة إلى الحرب وما يرافقها من حالة الفوضى التي تخدم مصالحه السياسية بالبقاء على كرسي رئاسة الوزراء ، وبالتالي فهو يسعى لتغيير مسار التفاوض مع "حماس" ويسعى لفرض الاتفاق بشروطه لتحقيق مكاسبه الشخصية ، ولا سبيل لتحقيق ذلك إلا بالعودة إلى نقطة "الصفر" في المفاوضات وتحديد بنود أهداف جديدة لها في هذه المرحلة من الحرب بعد أن فشلت في تحقيق أهدافها القديمة ، ولذلك فمن الملاحظ ان هذه الحرب بدأت من خلال استهداف قيادات فلسطينية من حركة "حماس" ولم تبال بعدد الضحايا من المدنيين الفلسطينيين الذين سقطوا في ذلك الاستهداف ، ما يذكرنا باستعادة المشهد لأول باغتيال قادة المقاومة الكبار من السياسيين والعسكريبن .

كما ومن الواضح ان رغبه "النتن ياهو" بتجديد العدوان على غزة جاء بعد ان شعر بالهزيمة من الاتفاق السابق، خاصة مع تزايد الضغوط الداخلية والخارجية عليه من أجل وقف الحرب، الأمر الذي يتعارض مع أهدافه الخاصة العدوانيه ، وبذلك من الواضح ان اختيار مسار القتال والعودة للحرب وتجدد القصف الوحشي الذي يتزامن مع حرب تجويع الفلسطينيين سيكون دافعًا لاختيار سكان القطاع "الهجرة الطوعية" للخارج ، خاصة أن استئناف القتال يضعهم تحت ضغط الملاحقة الإسرائيلية ، على أنه يمهد أيضًا لعمليات التهجير الخاصة بسكان الضفة الغربية، تمهيدًا لفرض السيادة عليها.

بتقديري ان إسرائيل تسعى بمختلف الوسائل لتحقيق أهداف الحرب "المعلنة والسرية" كافة ، اذ ان التوافق الأمريكي مع مخطط "التهجير" يدفعها نحو المضي قدمًا في تنفيذ أوسع العمليات العسكرية ، بذلك فهي تسعى لفرض مخطط "تهجير" سكان قطاع غزة عبر التصعيد العسكري العنيف ، خاصة بعد "امتعاظها" من قرارات القمة العربية الطارئة التي عقدت مؤخرا في القاهرة والتي خلصت الى تبتي "الخطه المصرية" ، الرافضة للتهجير والتطهير العرقي للفلسطينيين ، فما فعلته الآن من عدوان جديد على غزة ، هو تعبير همجي عن رفضها تلك القرارات وذلك بمزيد من البطش والتنكيل ضد أهلنا في القطاع و"باسلوب استفزازي" في رساله واضحه بعدم الاعتراف بايه قرارات عربية ، وبذلك وحسب خطة العدوان الجديدة فان الفلسطينيين لن يكون لديهم خيار لمواجهة ذلك ، من خلال بدئها بإجراءات أكثر شراسة "لتهجيرهم" عقب انقضاء الجولة الحالية من التصعيد ، حيث أكدت لسكان القطاع وباسوب ترهيبي أن القتال ضد حماس سيكون لأمد طويل .

اعود الى القول ان تهجير سكان غزة يمثل "هدفًا" رئيسًا لنتنياهو وائتلافه الحكومي ، فالضغط العسكري الحالي -حسب تنبؤاته- سيعزز الفكرة لدى السكان، وسيدفعهم نحو التماهي مع أي محاولات إسرائيلية ، كما وأن تهجير الفلسطينيين يضمن لنتنياهو بقاء ائتلافه الحكومي ، ما يمكن أن يؤدي لإعادة انتخابه رئيسًا للوزراء لفترة جديدة ، لذلك فان "نتن ياهو" يدرك أهمية بقائه بالمنصب، خاصة مع العدد الكبير من التهم التي تلاحقه .

اليوم يجب على "الوسطاء" تحمل مسؤوليتهم الأخلاقية والتاريخية في وقف العدوان ولجم الكيان المحتل ، كما والمطلوب من المجتمع الدولي والمنظمات العربية والإسلامية والأنظمة الرسمية ان تحمل المسؤولية كاملة واتخاذ مواقف مسؤولة وعملية من هذا العدوان ، بل ويجب تحميل الإدارة الأمريكية المسؤولية كاملة على هذا العدوان وتعتبرها شريكة فيه .

المطلوب اليوم من أبناء الشعوب العربية والإسلامية السعي لتدشين مرحلة جديدة ونوعية من الاحتجاج والإسناد للضغط على المجتمع الدولي للتحرك من أجل وقف هذه المجازر المستمرة .

كما ويجب العمل حالياً على تضافر كل الجهود من أجل البدء بالمرحلة الثانية في اتفاقية وقف إطلاق النار المبرمة في الدوحة، وليس من أجل إيجاد اتفاق جديد، لأنه من الصعب جداً هذه المرة التوصل إلى اتفاق فيه نقاط مشتركة يوافق عليها الطرفان.
(وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :