facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إيران بين فشل سياسة الدفاع المتقدم والخيارات الصعبة


أ. د. حسن المومني
18-03-2025 01:22 PM

منذ تفجر الثورة عام 1978 سعت طهران الثورية الى تصدير أيدولوجيتها وتقديم نفسها كنصير للمستضعفين في الأرض خاص في اقليمنا ولكن النقطة المفصلية التي جعلت من طهران ان تكون أكثر رغبة في التمدد الإقليمي كانت الحرب الإيرانية العراقية 1988-1980 وحالة العداء المتزايدة مع الولايات المتحدة والغرب. حيث انتهجت سياسة الدفاع عن إيران من خارج إيران او ما يسمى الدفاع المتقدم. لقد وظفت طهران واستغلت لصالحها كل التطورات الجيوسياسية في المنطقة سواء في لبنان وسوريا وغزو العراق للكويت وحرب الخليج الثانية والحادي عشر من سبتمبر والغزو الأمريكي لكل من أفغانستان والعراق وتناقص وتذبذب الإدارات الأمريكية المتلاحقة في التعاطي معها وخلقت البعبع النووي المتمثل في برنامجها النووي، كل هذا مكن ايران من ان تصبح رقما صعبا ولاعب إقليمي فاعل ونشطا في السياسة الدولية للشرق الأوسط، الا ان التطورات الجيوسياسية الإقليمية والدولية منذ اكثر من عام وضعت ايران امام مفترق طرق وحالة ضعف وانكسار غير مسبوقة بغض النظر عن حالة الانكار الرسمي لهذا الوضع.

هنالك حاليا شبة اجماع بين المهتمين في الشأن الإيراني من كتاب ومفكرين وسياسيين، بان طهران تواجه أوضاعا صعبة محليا في السياق الاقتصادي والاجتماعي وإقليميا ودوليا لم تشهدها منذ تفجر الثورة في أواخر سبعينات القرن الماضي، فسلسلة العقوبات الاقتصادية المزمنة وبالذات الامريكية منها وسياسة التمدد الإقليمي ذات التكلفة الاقتصادية والسياسية عبر خلق ودعم وتبني تنظيمات مسلحة إقليمية أدى الى إنهاك الاقتصاد الإيراني. كما ان حرب غزة وتداعياتها التي أدت الى اضعاف حلفائها من تنظيمات مسلحة كحزب الله الذي فقد هيمنته وتأثيره السياسي التاريخي في لبنان إضافة على التغير العميق في سوريا الذي افقدها درة التاج من حيث النفوذ الإقليمي والضغط المتواصل على الجماعات المحسوبة عليها في العراق والضغط الحالي على جماعة الحوثي في اليمن وتطورات الجوار القريب لإيران في منطقة آسيا الوسطى وبالذات اتفاقية السلام بين أذربيجان وارمينا والتعاون الاستراتيجي المتنامي بين كلا من باكو و تل ابيب وواشنطن قد اضعف دور ايران الإقليمي بشكل كبير وانتقلت من استراتيجية التمدد إلى التقلص والدفاع عن النفس المتمثلة بسلامة وبقاء النظام.

إيران تواجه الان إدارة أمريكية جديدة مصممة على استخدام سياسية الضغوط القصوى. ومبداء السلام والتسويات من خلال القوة. كل ما سبق الحديث عنه يضع إيران امام خيارات محدودة ولا يوجد هنالك امام طهران إمكانية للتغاضي عن سلسلة الإخفاقات والخسائر التي تعرضت لها اقلها على المدى القصير او المتوسط، وتجنب معضلة برنامجها النووي وإمكانية تجنت مواجهة قد تكون حتمية مع إدارة أمريكية مصممة هذه المرة على تقليص نفوذ إيران الإقليمي وانهاء برنامجها النووي وليس السيطرة عليه فقط. فبعد هذه التحولات ارتفع سقف المطالب الامريكية.

وعليه فان إيران امام اما خيار مواجهة مباشرة مع واشنطن قد تكون انتحارية وتخسر إيران الكثير بما فيها نظامها السياسي او ان تتجه الى مسار أكثر براغماتي قائم عل حسابات الربح والخسارة ومبدأ إيقاف الخسارة ربح من خلال الاشتباك والتفاوض على تسوية من خلال تقديم تنازلات مؤلمة بما فيه التخلي عن سياسة التمدد الإقليمي وتحجيم ان لم يكن التخلي عن برنامجها النووي وقطعاً هذا لن يكون سهلاً لكنه ممكناً خاصة مع طرف لا يمكن كبح جماحه كترامب.

* مدير مركز الدراسات الاستراتيجية – الجامعة الأردنية





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :