facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأردن: وطنٌ راسخ أم ساحة مفتوحة للمصالح؟


أ.د تركي الفواز
18-03-2025 11:09 AM

على مرّ التاريخ، ظلّ الأردن شامخًا بهويته الوطنية، محميًا بولاء أبنائه، ومحصنًا بتضحياتهم، لم يكن مجرد ممر أو ساحة عابرة للصراعات، بل وطنٌ يحمل في قلبه تاريخًا، وفي جغرافيته انتماءً، ومع ذلك لا يزال هناك من يحاول اختزال دوره وتحويله إلى ساحة للمواجهات السياسية، والأجندات الخارجية، والمصالح الضيقة، فهل نسمح بذلك؟ أم نقف للدفاع عن الأردن كوطن لا يقبل المساومة؟

الاردن ليس مجرد حدود على الخريطة، ولا هو جنسية تُمنح بحكم القانون فقط، بل هو روح تسري في أبناءه، وهوية تُترجم بالأفعال، لا بالشعارات، الأردني الحقيقي هو من يرى العالم من خلال وطنه، وليس من خلال أيديولوجيات مستوردة أو مصالح شخصية، هو من يدرك أن الأردن ليس ورقة للمساومة، ولا منصة للابتزاز السياسي، بل هو بيت الجميع، الذي يُبنى بسواعد أبنائه، ويُحفظ بتضحياتهم، لكن المفارقة التي نعيشها اليوم هي أن بعض التيارات، السياسية والإعلامية، لا تنظر إلى الأردن كوطن، بل تتعامل معه كساحة لتصفية الحسابات، تُستغل المساحات العامة، وتُرفع الشعارات، لا خدمةً للمصلحة الوطنية، بل لتحقيق أهداف خارجية، أو تأجيج الفتن، أو فرض أجندات على حساب سيادة الدولة، هذه الجهات التي تتنقل بين المراحل وفقًا لمصالحها، تمارس التخوين والتشكيك، وتجرّ البلاد نحو حالة من الفوضى الفكرية والمجتمعية، متناسية أن الوطن ليس ميدانًا لتجاربهم، بل هو كيان يستحق الولاء المطلق.

حماية الأردن تبدأ من وعيٍ جماعي راسخ بأن الأردن ليس مجرد ساحة مفتوحة للتجاذبات، بل وطنٌ يحمل هويته المستقلة، وتاريخه العريق، ومكانته الإقليمية والدولية،ولكي نحمي هذا الوطن، لا يكفي رفع الشعارات أو إطلاق الخطابات الحماسية، بل يجب أن تكون هناك إجراءات عملية، وجهود جماعية تتكامل بين الدولة والمجتمع ومن أبرزها ، تعزيز مفهوم الهوية الوطنية كأساس لا يُقبل التشكيك فيه من خلال اعتبار الهوية الوطنية هي الأساس الذي يبني عليه أي مجتمع متماسك، الأردن بمكوناته المختلفة، لديه تاريخ طويل من الوحدة والانسجام، لكن هناك محاولات مستمرة للتشكيك في هذه الهوية أو تفكيكها لصالح أجندات خارجية أو أيديولوجيات دخيلة، ولضمان صلابة الهوية الوطنية، لا بد من تعزيزها من خلال المناهج الدراسية، والخطاب الإعلامي، والسياسات الثقافية،وكذلك نشر الوعي حول أهمية الولاء للوطن بعيدًا عن التحزبات الضيقة أو الولاءات العابرة للحدود،والعمل على ترسيخ القيم الوطنية في الأجيال الجديدة، بحيث يكون الأردن هو الأولوية المطلقة، وليس مجرد خيار من بين خيارات أخرى.

رفض أي محاولات لاستغلال الأردن لصراعات لا تخدم مستقبله،فعلى مدار العقود الماضية، حاولت العديد من القوى الإقليمية والدولية جرّ الأردن إلى معارك لا تعنيه أو جعله أداة لخدمة مصالحها،البعض يرى الأردن مجرد ورقة ضغط، أو ممر لتحقيق أجندات سياسية، وهذا ما يجب التصدي له بحزم، التأكيد على أن الأردن دولة ذات سيادة، تُحدد سياساتها بناءً على مصالحها الوطنية وليس وفقًا لمطالب الآخرين، رفض أي تحركات أو شعارات تحاول زجّ الأردن في قضايا خارجية على حساب استقراره الداخلي ، والوقوف ضد أي محاولات لزعزعة الموقف الأردني المستقل أو التأثير عليه من خلال الضغوط السياسية أو الاقتصادية.

دعم الدولة في الحفاظ على استقرارها، وعدم السماح بتحويلها إلى ساحة صراعات سياسية ،إن استقرار الأردن هو أساس بقائه، وأي اهتزاز في الامن الداخلي يفتح المجال أمام تدخلات خارجية، وصراعات لا نهاية لها، لذلك من الضروري أن يكون هناك وعيٌ وطني بضرورة حماية الدولة ودعم مؤسساتها في مواجهة التحديات،و تكريس ثقافة الحوار الوطني بدلًا من الانقسام السياسي الذي يؤدي إلى الفوضى،و تعزيز ثقة المواطن بمؤسسات الدولة، من خلال ممارسات شفافة وعادلة، تمنع استغلال القضايا الوطنية لتحقيق مكاسب ضيقة،اضافة الى الحذر من الخطابات التحريضية التي تحاول جرّ الشارع إلى مواجهات داخلية لا تخدم سوى أعداء الوطن.

لا يمكن الحفاظ على الوطن إذا تُرك المجال لمن يستغلون المنابر الإعلامية والسياسية لإثارة الفتن، أو يسعون إلى تحويل الأردن إلى ساحة لصراعات إقليمية ودولية. لذلك، لا بد من محاسبة من يعبثون بالنسيج الوطني، ويستخدمون الأردن منصة لمشاريعهم الخاصة، من خلال تطبيق القانون بحزم على كل من يسعى إلى زعزعة الأمن الداخلي، أو يحاول توظيف قضايا الأردن لخدمة مصالح شخصية أو خارجية، والتصدي لمحاولات اختراق المجتمع الأردني عبر المال السياسي، أو الإعلام الموجّه، أو التيارات التي تستهدف الهوية الوطنية، وبناء إعلام وطني قوي، قادر على مواجهة الحملات المغرضة، وتوعية الناس بحقيقة ما يجري.

ان حماية الأردن ليست مسؤولية الدولة وحدها، بل هي واجب جماعي يقع على عاتق كل مواطن يؤمن بأن هذا الوطن ليس مجرد محطة أو ساحة، بل بيتٌ يستحق أن نحميه بكل ما أوتينا من وعي وإرادة،فالاردن ليس محطة عابرة، ولا ورقة في لعبة المصالح، بل وطنٌ صُنع بالتضحيات، واستمرّ بالإرادة الصلبة لأبنائه، سيظل الأردن حصنًا منيعًا أمام من يحاولون جعله مجرد ساحة، وستظل هويته أقوى من أي محاولات للعبث بها، فالوطنية ليست خيارًا، بل هي التزامٌ مقدّس، لا يحق لأحد أن يفرّط به.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :