facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حرب أوكرانيا، هل يحسمها الهاتف بين ترمب وبوتين؟


نبيل غيشان
17-03-2025 11:58 PM

أعظم مكالمة هاتفية ستسجل في التاريخ اليوم (الثلاثاء) وهي مكالمة طرفاها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. حيث ينتظر أن تحسم مصير أكثر الحروب سوءا وعنفا وطولا في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، هذه الحرب التي سممت الأجواء الدولية وأسقطت من الجانبين خسائر بشرية وعسكرية ومدنية هائلة.

والسبب بسيط جدا، أن الرئيس ترمب ليس مقتنعا بهذه الحرب وقال أثناء حملته الانتخابية (لو كنت رئيسا لما وقعت)، واتهم أوكرانيا ببدئها وضغط على الرئيس الأوكراني زيلنسكي من اجل الموافقة على مشروعه بوقف إطلاق النار مع روسيا. رفض زيلنسكي هذا المشروع بدون ضمانات وخرج من البيت الأبيض مثيرا غضب ترمب الذي أوقف المساعدات العسكرية الأمريكية لاوكرانيا لمدة أسبوع.

القرار الأمريكي اثبت لأوكرانيا وحلف الناتو أن لا شيء يجري من دون أمريكا، هذا ما أثار الرعب في أوروبا وفي أوكرانيا واظهر عجزا أوروبيا بعد سياسات ترمب الراديكالية مما أدى الى انهيار في خطوط التماس الأوكرانية وخاصة في منطقة كورسك الروسية التي دخلها الجيش الأوكراني منذ سبعة أشهر وسيطر فيها على 1376كم مربع.

مغامرة القوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك انتهت، والقوات الروسية اليوم استعادت أراضي المقاطعة وتحاصر بضع آلاف من الجنود الاوكران بينهم 30 ضابطا من خبراء حلف الناتو في جيبين صغيرين لا تزيد مساحتهما عن 30 كم مربع. (وربما وأنت تقرأ هذا المقال يكون الروس قد سيطروا على كامل أراضي كورسك).

ما سيقال في المكالمة الهاتفية بين الرئيسيين الأمريكي والروسي هو ملخص ما توصل إليه الخبراء الأمريكان والروس خلال الأسبوعين الماضيين للوصول الى تفاهمات لوقف إطلاق النار، وخاصة بعد زيارة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف الى موسكو ولقائه الرئيس بوتين لمدة ثلاث ساعات ونصف.

إذن الأمور تسير باتجاه التوافق ما عدا بعض التفاصيل، وخاصة موعد وقف إطلاق النار. والرئيس ترمب متفائل من نتيجة مكالمته مع بوتين ويعتبرها (فرصة جيدة جدا لإنهاء النزاع) ويعتقد انه قد يستطيع (إعلان شيء) ما بعد وضع السماعة بينما الروس يقولون إنهم لن ينشروا أية معلومات.

ويبدو أن المفاوضات السرية الأمريكية الروسية قد قطعت شوطا كبيرا بين أمريكا وروسيا في الاتفاق على تفاهمات مقبولة لوقف إطلاق النار لمدة شهر وإنهاء الحرب لاحقا ومنع تكرارها.

والاهم من ذلك أن الرئيس الروسي مسرور جدا من مواقف وتصريحات الرئيس ترمب ويريد أن يكافأه على خدماته ومواقفه الايجابية ويعطيه نصرا شخصيا مباشرا وتاريخيا ويمنحه بطاقة التأهل لجائزة نوبل للسلام ويسجل له سبق إنهاء هذه الحرب لعدة أسباب:

أولا: ردا على مواقف ترمب الايجابية تجاه روسيا وخاصة قراره بوقف المساعدات الأمريكية الى أوكرانيا.

وثانيا: معاداة ترمب العلنية للرئيس زيلنسكي وتحميله مسؤولية بدء الحرب وفرضه على أوكرانيا القبول بوقف إطلاق النار بدون شروط.

وثالثا : يريد بوتين تقوية موقف ترمب في مواجهة حلف الناتو ودول أوروبا عموما وخاصة وانه صرح بنية أمريكا الانسحاب من الحلف وأخر ما قدمه الرئيس ترمب تشجيعا لروسيا هو قراره أمس بانسحاب أمريكا من مجموعة تحقيق دولية في الحرب الأوكرانية.

والواضح أن هامش المناورة أمام الرئيس الأوكراني أصبح ضعيفا جدا وقد خسر كل الأوراق التي كان يمتلكها وخاصة الدعم العسكري الأمريكي والأوروبي.

ويبدو أن ما كشفته صحيفة الاندبندنت البريطانية عن الخطوط الحمراء التي يضعها زيلينسكي في التفاوض على إنهاء الحرب هي نفسها الخطوط التي توصل لها الأمريكان والروس وخاصة الخط الأحمر الأول (عدم التنازل عن مزيد من الأراضي) وهو ما يعني أن أوكرانيا تقبل بالتنازل عن أراض سيطرت عليها روسيا في المقاطعات الأربع منذ 3 سنوات والتي أصبحت جزءا من الدولة الروسية ( لوغانسك ودانيتسك وزابروجيا وخيرسون وشبه جزيرة القرم) لكن يبدو أن لحظة وقف إطلاق النار ستحدد الحدود الجديدة بين روسيا وأوكرانيا وهي قضية خاضعة للنقاش.

وهذا ما يفسر مماطلة الروس في الموافقة على اقتراح ترمب لوقف إطلاق النار والقوات الروسية تسابق الزمن بالوصل الى اكبر قدر ممكن من الأراضي.

العبر كثيرة من هذه الحرب القاسية وسنعود لها بعد توقفها وحلول السلام بين الجارين والشقيقين روسيا وأوكرانيا.

كتبت في بداية الحرب وقلت أن روسيا أجبرت على الدخول في الحرب، لكن أمريكا وأوروبا تسرعتا في شن هذه الحرب. واعتقد جازما أن هذه الحرب كانت جرس تنبيه أدت الى صحوة الروس كقيادة وشعب من حلمهم بالاندماج مع أوروبا على قاعدة المساواة.

روسيا بعد الحرب ليست هي روسيا قبلها. وقد تلقت موسكو في نهاية العام الماضي اكبر هدية في تاريخها، وهي فوز المرشح الجمهوري دونالد ترمب بمنصب رئيس الولايات
المتحدة الأمريكية وهذه الفوز سيغير وجه التاريخ وخاصة العلاقات الأمريكية الروسية .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :