facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ماذا بعد السابع من الكتوبر .. وجوب المراجعة


السفير محمد الكايد
17-03-2025 05:48 PM

عند الكتابة عن تقيم نتائج عملية السابع من اكتوبر وما تمخض عنها ، يحتار الكاتب ما بين فؤاده وعاطفته ومبادئه وقوميته وبين افكاره والتحليل المتوازن والحقائق امام اعينه. ونظرا لحجم العملية التي قامت بها حماس والنتائج المصيرية التي تمخضت عنها فانه يتوجب تغليب الضمير التحليلي والواقعية السياسية على الاعتبارات الأخرى مع التأكيد بان ما هو مدرج بادناه يقبل النقد والرأي الآخر والمناظرة الفكرية.

افرزت عملية السابع من اكتوبر ايجابيات وحقائق على الارض تحسب لحماس على المستوى العسكري والسياسي بغض النظر عن مدى التوافق مع ايدوليجية الحركة ومنطلقاتها وتأييد ما قامت به او الاعتراض عليه. كذلك كانت هناك ايضا نتائج سلبية واضرار سياسية وعسكرية ومدنية لا يجوز باي حال من الاحوال تبريرها او التقليل من اثرها على مجمل القضية الفلسطينية والمستقبل الذي ينتظرها بعد عملية بهذا الحجم والتاثير.

يشكل الصمود العسكري والسياسي لحماس لغاية الآن نقطة مهمة جدا في الحديث عن التداعيات. فمما لا شك فيه ان حماس استطاعت خلق كتائب عسكرية منظمة ومدربة ذات عقيدة قتالية عالية تتقن حرب المدن وتفضل الشهادة على الهزيمة أو التراجع. كما استطاعت الحركة بناء بنية تحتية للتصنيع العسكري البسيط ولكنه مكنها لغاية الآن من الاستمرار في الصمود دون الاسنعانة من الغير بعكس التنظيمات الاقليمية الاخري التي سارعت للانسحاب بعد رفع الدعم العسكري عنها من قبل الدول الداعمة. واثبتت قذائف الياسين وعبوات شواظ وبنادق الغول قدرتها ولو البسيطة على مقاومة الجيش الاسرائيلي المدجج بكافة انواع الاسلحة. ويمكن القول بانه لولا التصنيع البسيط والبدائي لهذة الاسلحة لسلمت حماس امرها الى الوسطاء دون قيد او شرط.

ولكن مع كل هذه الاسلحة الحمساوية والتدريب والتاهيل للمقاتلين اضافة الى وجود البيئة الشعبية الحاضنه لم تتمكن حماس من الحاق الهزيمة العسكرية بقوات الاحتلال بالمعني العسكري. فلم نشاهد عمليات استسلام للجنود الاسرائيليين او غنائم اسلحة كبيرة ولا مقاومة جدية لسلاح الطيران الاسرائيلي او طلبات لوقف النار من الجانب الاسرائيلي الأمر الذي يترجم بان حماس قد صمدت لغاية الآن ولكنها لم تنتصر ، وهو الذي انعكس على الجانب السياسي وعملية التفاوض بين الحركة وبين اسرائيل بحيث اصبحت الحركة تكتفي بطلب عودة اسرائيل الى ما حدود ما قبل السابع من اكتوبر والمضي في عملية الافراج عن الاسرى وادخال مزيد من المعونات الانسانية.

اما في الجانب السياسي، فمما لا شك فيه ان حماس قد كسبت بعض النقاط التي لا يمكن لاي محلل ان يتجاهلها. فقد اجلت العملية مسار التطبيع واعادت القضية الفلسطينية الى سلم الأولويات الدولي كما اثبتت ان حماس هي القوة الفاعلة على الارض وليس من السهولة تجاهلها او القفز فوقها ، وان اي حديث عن تحطيم حماس والمرحلة التي تليها غير واقعي وغير ممكن لغاية الآن. وكسبت حماس تعاطف المجتمع الدولي نتيجة المجازر التي قامت بها اسرائيل واصبح هناك راي شعبي دولي ينظر الى اسرائيل بعين الريبة والتكذيب لكل الرويات والسرديات الاسرائيلة.

لا يمكن التقليل من المكاسب السياسية لعملية السابع من اكتوبر ولكن لا يجب تعظيمها ايضا. فلا زالت فكرة حل الدولتين تراوح مكانها دون تقدم ولم يتقدم المجتمع الدولي ولا القوى العظمى باي مبادرة لحل القضية الازلية من جذورها. واكتفت معظم المواقف الدولية بمحاولة معالجة الآثار الانسانية للنزاع الحالي دون التطرق لاصل المشكلة. ولم يشهد المسار التفاوضي اي نشاط يذكر سواءا مع السلطة الفلسطينية او غيرها وباءت مطالبات حماس بالتركيز على اصول المشكلة الى الفشل نتيجة عدم رغبة المجتمع الدولي الى مكافئة حماس على ما فعلت. ويمكن القول بان السابع من اكتوبر لم يؤدي لغاية الان الى اي عملية حصاد سياسي.

لا يمكن اختزال عملية السابع من اكتوبر بما ورد باعلاه فقط ، فهناك جوانب اخرى مهمة بحاجة الى تقيم مثل الادارة التفاوضية لحماس ، والخطاب الاعلامي للحركة ، ومن يتحمل المسؤولية عن الأوضاع الماساوية في غزة ، اضفة الى العديد من التاثيرات . ولكن يمكن القول بالمحصلة بان حماس لغاية الان صمدت لكنها لم تنتصر سواءا على المستوى السياسي او العسكري وان التعاطف الشعبي الدولي الذي كسبته لم ينتقل الى الجانب الرسمي للدول المؤثرة ، وان السابع من اكتوبر لم يؤدي لغاية الان الى البدء في عملية سياسية لحل القضية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :