حكومة الطبقة الوسطى وحروب الاستنزاف
عمر كلاب
29-06-2011 03:32 AM
موضوعية الكاتب و فكره ليسا في حياده الطبقي ، بل هي بالعكس في قدرة الفكر و الكتابة على النظر الى الواقع الاجتماعي من زاوية نظر طبقية تهدف الى تغيير الواقع ، و لا حياد للفكر , الا بالفكر الطبقي الذي يجد في اخفاء طابعه الطبقي ضرورة ليضع نفسه حكما بين الطبقات كما يحاول اصحاب النظريات الرأسمالية و الشركاتية اظهاره الان على مستوى الاداء الحكومي او الرسمي باظهار انحيازهم للطبقات الوسطى والفقيرة لفظا و الانحياز لمصالحهم و طبقتهم فعلا وسلوكا و قوننة .
في الاردن بكائية كربلائية من الحكومات السابقة على الطبقة الوسطى و الفقيرة دون ملمح واحد للانحياز لهذة الطبقات لا عبر التدرج الضريبي و لا عبر توزيع عوائد التنمية مما افرز احتقانا في الاقاليم و الاطراف و ازدياد التهميش لهذه الفئات و الطبقات ولولا تدخل الديوان الملكي و مشاريع ملكية لدعم المجتمعات الفقيرة و توفير مشاريع انتاجية لها لوصلت هذه الطبقة الى حدود معاشية غير مقبولة و اصبحت بدورها بيئة حاضنة للتطرف السياسي والفكري و الاجتماعي .
و من ينظر أو يقارن و يقارب بين المشروعات التي تخص و تمس الطبقتين الوسطى و الفقيرة في اجندة الحكومات و افعالها و بين المشاريع الملكية و انتاجيتها للوصل الى نتيجة تؤكد فكرة الانحياز الطبقي و عدم الحياد .
الان و وفقا للمشهد الطبقي و السياسي ثمة حكومة تنتمي الى الطبقة الوسطى يقودها معروف البخيت , نجحت رغم كل الظروف الاقتصادية الصعبة في تثبيت الاسعار وزيادة الشرائح المعفاة في الكهرباء والمياه ولم تتورط في قوانين ظالمة او معادية للطبقة الوسطى والفقيرة , والاهم نجاحها في ازالة التشوهات في الدخل ورواتب الوظيفة العامة ودورها وشكل وسلوك من يتولاها , من خلال الهيكلة , رغم نجاح ممثلين عن طبقات اخرى في استثمار الموظفين الصغار او المستفيدين من الهيكلة لتعكير او محاولة ثني الحكومة عن اقرار الهيكلة , فمن خرج للتظاهر ضد الهيكلة ليس المتضررون منها بل المستفيدون في مجملهم وبدعم من المتضررين اما لتسامح طبقي عند الفقراء والطبقة الوسطى واما لتضليل في المعلومة كما حدث مع الزملاء في وكالة الانباء الاردنية حسب زميلنا رمضان الرواشدة مدير الوكالة , مضافا الى ذلك غياب ماكينة الاعلام الحكومية اما لانشغالها بمواقع التواصل الاجتماعي او لضعف منهجي او تقصير كما اكد اكثر من مرة البخيت نفسه .
ما يجري الان على ساحة الحراك البرلماني والشعبي و على بعد ايام من انطلاق الدورة الاستثنائية يشير الى ان مفاعيل حركية داخل جسم الدولة تدفع بطاقة معاكسة لطاقة العدالة والاصلاح الوظيفي والسياسي او على الاقل عدم تزويدها بالطاقة اللازمة للانطلاق ، و الاحاديث السياسية انتقلت من الهمس الى النصح المعلن للحكومة كي تخرج من المشهد او تتصالح مع الاباء و الورثة للنخب الحديثة كي تسير العجلة و هذا يفضي ايضا الى الخروج من المشهد .
ربما او بدون ربما ، يدعم البخيت معارضيه ومناكفيه بما يسلّحهم للهجوم عليه ، لكن الثابت ان انماط الحكومات التي على شاكلة حكومة البخيت تواجه نفس الخصوم مع تحديث الادوات و الاسلحة و لا يجوز ان تبقى اسلحة حكومات الطبقة الوسطى قديمة في ظل الحروب عن بعد و الحروب الالكترونية رغم الملاحظات على سرعة الحكومة و استجابتها لمنطق الوقت و اللحظة الراهنة .
omarkallab@yahoo.com
(الدستور)