بقلم: عبدالحميد حميد الكبي


للشعب الكازاخستاني حضارة ذات أهمية تاريخية تميزت بالكثير من المعالم والآثار التاريخية منها مدينة تركستان،

التي كانت تاريخيا مركزا لطريق الحرير التجاري القديم الذي يربط بين الشرق والغرب، وعلاقة تركستان بطريق الحرير تجتذب السياح.

يبدأ تاريخ المدينة في عام 481م. في ذلك الوقت كان يطلق عليها اسم شاوغار، وفي وقت لاحق حصلت على اسم ياسي، ومنذ القرن الخامس عشر فقط أصبحت تعرف باسم تركستان.

تتمتع منطقة تركستان بإمكانيات سياحية هائلةويرجع ذلك إلى التراث التاريخي والثقافي الغني والثروة الطبيعية. 

يوجد في المنطقة أكثر من 1700معلمًا تاريخيًا وثقافيًا وأربعة مواقع طبيعية محمية بشكل خاص. وتشمل هذه المحميات الطبيعية أكسو-زاباغيلي وكاراتاو بالإضافة إلى الحديقة الطبيعية الوطنية سايرام-أوجيم والحديقة الطبيعية الإقليمية سيرداريا-تركستان والتي تم إدراجها في سجل اليونسكو للمواقع الحيوية.

تجذب طبيعة تركستان السياح البيئيين. توفر المناظر الطبيعية للسهوب والجبل في المنطقة فرصة للاستمتاع بمشاهدة غروب الشمس والتقاط صور للوديان
وتضم مدنًا مهمة مثل ساوران وأتاباي، وكذلك منطقة الجبال السود قره طاولر بمدينة تركستان.

لا شك أن مدينة تركستان، المهمة من حيث الموقع الجغرافي، شهدت تحولات حضارية كبرى على مر التاريخ وأحداثاً جسام

في منطقة تُرْكِستان أقصى جنوب كازاخستان بنية الهياكل الباقية مدهشة حقًا وتبدأ في التساؤل بشكل لا إرادي كيف يمكن للناس إنشاء مثل هذا الجمال بدون الأدوات الحديثة

ضريح خوجة أحمد ياسوي هو مجمع أقيم تكريماً لشخصية وشاعر إسلامي بارز. اليوم ، تم توحيد ضريح خوجة أحمد ياساوي

ومسجد هيلفيت تحت الأرض ومتحف مسجد جمعة ومتحف ضريح رابيجي سلطان بيجيم وغيرها من الأشياء في متحف محمية أزرت سلطان.

وتعتبر المدينة موطن الفيلسوف والداعية الإسلامي والشاعر الصوفي في القرن الثاني عشر، خوجا أحمد يسوي، شخصية بارزة في ثقافة مختلف شعوب آسيا الوسطى،

ومن المعروف أن ضريحه الأول لم يبق على قيد الحياة، ولكن بعد أكثر من 200 عام أقام تيمورلنك مجمعًا فخمًا في هذا الموقع. في عهد الخانات الكازاخستانية، كان المبنى مقر إقامة الحكام. فوق المبنى الضخم ترتفع إحدى أكبر القباب في آسيا الوسطى، حيث يبلغ قطرها 22 مترًا وارتفاعها 44 مترًا. وكان هذا الموقع المحمي أول المعالم الأثرية في كازاخستان التي أدرجت في قائمة اليونسكو .

لقد حافظت أراضي تركستان على هياكل فريدة ذات أهمية للثقافة الإسلامية: المتاحف والمساجد والأضرحة

مسجد تحت الأرض في هيلفيت على بعد 150 متراً من الضريح الرئيسي يوجد مبنى تحت الأرض للطائفة الصوفية، والذي قضى فيه خوجة أحمد ياساوي سنواته الأخيرة بالإضافة إلى العديد من المعالم الدينية والمتاحف والحدائق الحديثة

إثنوول
يعد هذا المكان الفريد من نوعه بمثابة استمرارية لتاريخ الشعب الكازاخستاني، حيث يقدم للزوار عاداتهم وتقاليدهم وثقافتهم وحياة العصور الوسطى.

من الناحية الهيكلية، تتمثل القرية الإثنية في شارع للحرفيين مع خمس ورش عمل ذات اتجاهات موضوعية مختلفة، ومركز تسوق ومنصة خشبية للعروض، مبنية على شكل عربة.
في الإثنوأول يمكنك رؤية خيام من مختلف الأحجام، وشرفات مع منصات، وأراجيح قديمة من نوع altybakan، وبئر قديم والعديد من الأشياء والعناصر الأخرى التي كانت جزءًا لا يتجزأ من حياة الكازاخستانيين في العصور الوسطى.

تعتبر زيارة إحدى القرى العرقية فرصة للانغماس في عصر العصور الوسطى الآسيوية وتجربة أجوائها الفريدة.

ف تركستان منطقة جميلة تحتاج التوقف فيها والتعمق في معالمها واثارها والتنزه في طبيعتها التي تجذبك للقدوم إلى هذه المدينة والاستشفاء والاستمتاع والمتعة

وتقف آثار الثقافة الإسلامية جنباً إلى جنب مع نماذج من العمارة الروسية في القرن التاسع عشر والمباني الحديثة. تتناغم الواجهات المصنوعة من الطوب مع شبكات الحديد المطاوع والجص بشكل مدهش مع فسيفساء المساجد والأمثلة الإبداعية للتخطيط الحضري الحديث.

وتكتمل الصورة الجملية للمدينة بالمباني ذات الشكل الكروي وتماثيل الجمال والخيول، مما يجعل السائحين يعودون إليها مرارًا وتكرارًا.

يعد المتحف التاريخي أحد أقدم المتاحف في البلاد، حيث تم افتتاحه في عام 1920. تتكون مجموعتها من 88 ألف قطعة تاريخية. تحتوي أربع قاعات على معروضات حول الآثار والإثنوغرافيا في المنطقة وتاريخ خانية كازاخستان وكازاخستان المستقلة يتم تحديث المجموعات بإستمرار بمواد جديدة.

المسرح الموسيقي والدراما الكازاخستاني

تأسس مسرح تركستان الأول قبل ربع قرن من الزمان على يد رايمبيك سيتميتوف، الحائز على العديد من الجوائز وفنان الشعب في كازاخستان، وتم تسميته تكريماً له. خلال فترة وجودها، شاركت المجموعة الإبداعية في المهرجانات وقامت بجولات في أنحاء كازاخستان بإنتاجات تاريخية ودرامية. في عام 2006، حصل المسرح على لقب أفضل مؤسسة ثقافية في المنطقة
المسرح الطائر
جوهرة المجمع السياحي "كارافانسراي" هو مسرح الفيديو. لا يوجد سوى 20 متحفًا من هذا النوع في العالم، وواحد منها يقع في آسيا الوسطى. يتعرف ضيوف المجمع الإعلامي على تاريخ وثقافة كازاخستان بتنسيق 8D. تم تصميم المبنى على شكل بيضة ذهبية موضوعة في عش.

يعتمد المشروع على أسطورة طائر السامروك الذي بنى عشًا على شجرة الخلق. خلال الجولة الافتراضية، سوف تطير فوق كازاخستان وتشاهد تاريخ الناس من خلال عيون سامروك الحكيم. تستغرق الجلسة نصف ساعة وتتسع الغرفة لـ 40 شخصًا

وفي إطار الجهود التي تبذلها الحكومة الكازاخية لإعادة إحياء طريق الحرير التاريخي، جرى افتتاح مطار تركستان الدولي بالمدينة في 1 ديسمبر 2020.

كما نفذت الحكومة الكازاخية مشروع محطة حافلات تركستان الدولية، التي توفر خدماتها لأكثر من 3 ملايين مسافر سنويًا، بين بلدان كازاخستان وأوزبكستان وقرغيزيا

منذ عام 2018، تحمل تركستان لقب المركز الإداري لمنطقة تركستان. على مدى السنوات القليلة الماضية، ظهر في تركستان أكثر من 250 منشأة، بما في ذلك: مطار دولي، وفندقي ريكسوس تركستان وإمير بلازا، والملاعب، والمتنزهات الترفيهية وغيرها من المباني ذات الأهمية الاجتماعية والثقافية.

بالنسبة لكازاخستان، تعتبر تركستان المكان الذي تتركز فيه الأماكن المقدسة ومصادر الروحانية وثقافة الشعب. تظل معالم تركستان مكانًا للعبادة وطريقًا للسياحة الدولية.