facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




آليات تعزيز الثقة بين الحكومة و المواطن


أ.د. هيثم العقيلي المقابلة
16-03-2025 08:31 PM

تهدف الحكومات الى خدمة المواطن ضمن أهداف قريبة و أخرى بعيدة الأمد ضمن حدود السيادة الوطنية و الامكانيات المتوفرة لها. بالتالي فإن الحكومة تطمح لبناء و تعزيز الثقة بين المواطن و مؤسساتها.


الحقيقة أن الحكومة الحالية تعتبر من الاكثر مهنية و تركيز على الافعال اكثر من الوعود. لكن استعادة ثقة المواطن تحتاج الى اقتسام المعلومة و الحوار من خلال رسائل تبعثها الحكومة تخاطب العقل الباطن للمواطنين لتحسين الصورة النمطية السلبية التي شكلتها سنوات سابقة و اعلام موازي شعبوي ركز على طرح السلبيات.

ما يحدث أحيانا أن أفرادا او مؤسسات قد لا تستطيع تسويق قرارتها و أقوالها و أفعالها للمواطنين و ذلك لغياب الفهم العميق لآلية تفكير الجماهير القائمة على العواطف و العناوين مقارنة بالنخب القائمة على المنطق و التفاصيل مما يخلق أحيانا فجوة لا لزوم لها تقلل من قيمة انجاز الحكومات في وعي المواطن و تضعف جسور الثقة.
أطرح هنا بناءا على فلسفة برمجة العقل الباطن و التفكير الاجتماعي بعض الآليات التي تساعد على تغيير رؤية المواطن للحكومة حتى لا يترك للتيارات الشعبوية او العدمية التي تدفع لتفكير المواطن بتغيير حكومته او انتظار زوالها.

المجال الصحي: يتعامل كل مواطن مع القطاع الصحي بشكل مباشر او غير مباشر يوميا تقريبا لنفسه او اطفاله او اقربائه و بالتالي فإن اي تحسن على نقاط تماس المواطن مع القطاع الصحي تنعكس عليه مباشرة و تعتبر أقسام الطوارئ هي الفيصل في تقييم الرضا و الثقة بين المواطن و الحكومة حيث أن العيادات و العمليات المجدولة لها تأثير محدود في العقل الباطن للفرد. هنالك إجراءات و تحديثات محدودة الكلفة قادرة على القفز برضا المواطن و بتكلفة لا تتجاوز 3 ملايين دينار لكل محافظة (ما عدا عمان) و يمكن جدولة تلك التحسينات على عدة سنوات. في المقابل فإن الحكومة الاردنية تنفق بشكل ممتاز على القطاع الصحي حاليا و لا نرى أثرا قويا في رضا المواطنين.

المجال الثقافي: تم اختزال عمل وزارة الثقافة في مظاهر الثقافة في حين أنها هي المعنية ببناء رؤية متكاملة تخاطب آلية تفكير الافراد بحيث تعزز الوسطية و التفكير النقدي العقلاني و تعزز الوحدة الوطنية. اختزال الثقافة بالنوادي و الجمعيات الفنية و الأدبية غيب تأثيرها عن الغالبية العظمى الغير معنية بذلك. في حين أن الطريق الثاني هو استخدام الفنون و وسائل التواصل لمخاطبة العقل الباطن للافراد ليخدم الاهداف التي تسعى اليها الحكومة. حيث أن اغلبية الشعب ليست قارئة بعمق فإن دور الفنون خصوصا الفيديوهات القصيرة و وسائل التواصل لم يعد ترفيهيا فقط بل هو الية التواصل المباشرة مع المواطنين لتغيير رؤيتهم للواقع كما تراه الحكومة و بما يعزز الهوية الوطنية للمواطنين من شتى الاصول و المنابت بحيث يتم التركيز و تعظيم ما يجمع و ليس ما يفرق.

القطاع الشبابي: على الرغم ان المشكلة الاساسية للشباب هي البطالة و هذه طرحت فيها سابقا اقتراحات محددة و لكن لا يجب ان نهمل ان الشباب عندهم مشاكل تعتبر بنظرنا بسيطة و لكنها تمثل لهم الكثير و هذه يمكن حلها بسهولة من خلال مكتب خاص لتواصل الشباب بحيث يتعامل مع الشباب و يحل المشاكل العادية اليومية من خلال بعض الاتصالات و هذه ستنعكس على رضا الشباب بشكل حتى اقوى من حل مشكلة البطالة لانها تخاطب المشاكل البسيطة التي تعني الشباب يوميا.

إن الدراسات في تطور السلوك البشري و آلية عمل العقل الباطن و الواعي حددت أن عاملي الثقافة (آلية التفكير) و الاقتصاد (آليات الانتاج) هي ما تحدد حياة المواطن اليومية و مستوى الثقة و الرضا مع الادارة السياسية المتمثلة بالحكومات. لذلك فإن الشعور بعدم الرضا سيفرض ثلاثة طرق لتعامل المواطن و المجتمع مع ذلك الشعور الذي يسبب عدم توازن معرفي و ضغط على العقل الباطن فإما أن ينتهي بتغيير رؤية المواطن لواقعه أو يميل الى السلبية و اللامبالاة أو يميل لتغيير الواقع بالقول او الفعل. حيث ان عقلنة تفكير المواطن بحيث يغير رؤيته للواقع ضمن امكانيات دولته و مواردها المحدودة و الاخطار و الاطماع التي تحيط بها هو الطريق الامثل لحفظ الاستقرار و الامن فهنا تصبح قدرة الحكومة لتفعيل ذلك و تعزيز الثقة بينها و بين المواطنين.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :