facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الغزيون عالمهم غزة .. أو ما بقي من غزة


نيفين عبد الهادي
16-03-2025 01:24 AM

غزة، هذه المدينة التي رغم كل ما ألحقه الاحتلال في حربه عليها لأكثر من 15 شهرا من دمار وإبادة، إلاّ أنها ما تزال تحت مجهر حقده وسعيه لمزيد من الدمار، والخطط التي من شأنها أن تبيد وتحرق وتدمّر، لتزيد الكثير أكثر وتعمّق الجرح أكثر، وتؤلم الأرواح أكثر، فكلما قلبت ورقة على وجع أهلنا في غزة، نجد ورقة أخرى يفتحها الاحتلال بمزيد من العنف والوجع.

في مخطط التهجير لم تبق إسرائيل وسيلة لتجعله واقعا، وهي تدرك بحكومتها اليمينية المتطرفة أنه حديث في تطبيقه بداية جريمة إنسانية جديدة وقانونية ضد أهلنا في غزة، وثانيا والأهم أنه حديث يدخل ضرب التخبّط، فمن غير المنطق والعقل ان يتم تهجير أكثر من مليوني شخص خارج تراب وطنهم، ومع هذا ورغم كل الجهود الأردنية والمصرية والعربية التي وقفت سدّا منيعا لتطبيق هذا المشروع إلاّ أنها تصر على فتحه بين الحين والآخر، وفي كل مرة تصاغ الخطة بدول جديدة وطريقة جديدة، بإصرار غريب ومدان على تطبيق ما يخططون له، بقناعة سطحية أنه ممكن فلم تدرك إسرائيل أن ذلك غير ممكن مهما سعت لجعله واقعا.

عند الحديث مع أي من أهلنا في غزة لغايات العمل او لغير ذلك، تجدهم يعشقون الحياة في وطنهم بكل ما استطاعوا لذلك سبيلا، يصومون ويفطرون وربما لا يفطرون، يعيشون فوق ركام منازلهم، يصلون فوق مساجد مدمّرة، يجدون الدفء بقربهم من بعضهم فلا وسيلة للتدفئة لديهم، لكنهم يحبّون غزة، ويرفضون أي طريقة أو خطة أو وسيلة تبعدهم عن ترابها، فهي الوطن الذي لا يعرف المحتل أهميته وعظمته في قلوبهم وأرواحهم، هي غزة منها قوتهم ومنهم قوّتها.

في ترحيب الأردن بتصريح الرئيس الأمريكي بعدم ترحيل أهل غزة منها، رسالة جديدة تصل للأهل في غزة، أنهم باقون ولن يجرؤ أحد على ترحيلهم، فهو الأردن يقف معهم يساندهم ويدعمهم، ويحمي حقوقهم حتى ينالونها، هو الأردن الرافض للتهجير، وبالمقابل المرحّب بكل خطوة تقرّب السلام لهم، هو الأردن الذي يدرك ما هي غزة لأهلها، بالتالي يرفض تهجيرهم، ويسعى لنيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، أكمل ترحيب الأردن بتصريح ترامب وإشارته بأن الحل في إحلال السلام وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 في هذا رسالة يحتاجها الغزيون رسالة تقوّيهم وتقول لهم الأردن معكم.

تصريحات كثيرة تخص غزة تصدر يوميا عن مسؤولين دوليين، لكن قليلا منها من يرى غزة على حقيقتها، بحبّ أهلها لها وتمسكهم بترابها، فلم يبق لهم سواه، فقد ذهبت غزة وغدت ركاما فوق ركام، وبقي أهلها يسعون لإتمام حياتهم بما بقي لهم من مدينتهم، وما بقي لهم من أمل، معجون بآلام الدنيا، يعيشون غير آبهين بكل ما يدور بهذا العالم، فعالمهم حدوده غزة، أو ما بقي من غزة.

الحل في غزة واضح، لا مجال به لأي مساحات ضبابية، وكما شدد الأردن غزة تريد سلاما، ووقفا دائما للحرب، وأن يصدّق الاحتلال الإسرائيلي أن الغزيين باقون في غزة، يزدادون ثباتا وقوّة بهذه المدينة الجميلة وإن شوهتها حرب إسرائيل عليها، لكنها تبقى جميلة تتنفس الحرية وترفض تغير شكلها وتفاصيلها، ستتغلب يوما على كل جرائم إسرائيل وتعود غزة بكامل حياتها.

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :