facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حين يفقد التعليم هيبته .. هل نبني أجيالاً .. أم نُخرّب مستقبلاً؟! ..


محمود الدباس - ابو الليث
12-03-2025 11:07 PM

في الحرب العالمية الثانية.. كان هتلر يمنع المعلمين من الذهاب للحرب.. حتى أنه أمر بحبسهم في خنادق تحت الأرض.. فسألوه عن السبب؟!.. فقال.. "إذا انـتصرنا في الحرب.. فنحن بحاجة إليهم لفتح العالم.. وإذا خسرنا.. فنحن نحتاجهم لبناء البلاد"..

لم يكن حديثه ترفاً خطابياً.. بل كان إدراكاً لحقيقة وجودية.. أن التعليم ليس مجرد نقل معرفة.. بل هو السلاح الأهم في بناء الأمم.. واليوم.. ونحن نرى منظومتنا التعليمية تنهار.. هل نحن بصدد إعداد أجيال تحمل راية المستقبل.. أم أننا نحفر بأيدينا قبور التربية والتعليم؟!..

ما يحدث في مدارسنا اليوم ليس مجرد تراجع في التحصيل العلمي.. بل هو سقوط مدوٍّ لمنظومة الأخلاق والانضباط.. فأصبح المعلم بلا سلطة.. والإدارة بلا أدوات.. والقوانين بلا فاعلية.. والطالب بلا وازع يردعه عن تجاوز الحدود.. كيف وصلنا إلى هذا الحد؟!.. كيف أصبح احترام المدرسة خياراً.. لا التزاماً؟!..

لقد خدعونا بشعارات "التحرر التربوي".. وصدّروا إلينا أنظمة تعليمية مقطوعة الجذور عن واقعنا.. فاستوردنا التجربة تلو الأخرى.. دون أن نمتلك الأرضية التي قامت عليها.. تخلّينا عن أساليب الانضباط.. بحجة الحداثة.. فانتقلنا من تربية الأبناء.. إلى الخوف من الأبناء.. ومن مدرسة تصنع رجالاً.. إلى مدرسة لا تجرؤ على فرض النظام.. هل كان هذا هو المطلوب؟!..

وإذا كانت الدول العظمى تحمي معلميها.. فكيف تحوّل المعلم في بلادنا إلى الحلقة الأضعف؟!.. هل فرغت تعليمات الانضباط المدرسي من مضمونها.. فأصبح العقاب مزحة.. والتسيب حقاً مكتسباً؟!.. وهل باتت التعيينات والترقيات قائمة على الولاءات.. لا الكفاءات؟!..

هل من الممكن أن يُجدد للبعض.. رغم فشلهم في مهامهم.. أم انها محض إشاعات؟!.. وهل من المعقول أن يُدار ملف التعليم بعقلية التدوير.. لا التطوير.. أم هي مجرد تهيئات؟!.. ولماذا تُجرّد وزارة التربية والتعليم من صلاحياتها في وضع السياسات.. وتأليف المناهج.. وهل أصبحت مجرد دائرة شؤون موظفين؟!..

أما آن الأوان لإنجاز نظام مزاولة المهنة.. حتى لا تبقى مهنة التعليم.. مهنة مَن لا مهنة له؟!.. وهل هناك نية حقيقية لإصلاح التعليم.. في ظل هذه القيادات.. التي لم تقدم سوى التراجع؟!..

وحتى الأسرة.. هل ما زال التعليم والتربية أولوية في البيت.. أم أننا أصبحنا نبحث عن شهادات بلا علم.. وأجيال بلا هوية؟!..

إن كان المعلم في الحرب ضرورة.. فهو في السلم أشد ضرورة.. فإما أن نُصلح هذا الخلل اليوم.. أو نبكي غداً على أجيال لا تعرف قيمة التربية.. ولا معنى التعليم.. فهل ننتظر الانهيار الكامل لا سمح الله.. أم أننا سنعيد للتعليم هيبته.. قبل فوات الأوان؟!..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :