التعاون والتنسيق الأردني السعودي المصري
د. بركات النمر العبادي
09-03-2025 01:51 PM
شهد عام 2024 تنسيقًا مكثفًا بين الأردن، السعودية، ومصر لرفض تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأراضي المصرية أو الأردنية، يأتي هذا الموقف في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة وتصاعد المخاوف من محاولات فرض تغييرات ديموغرافية قسرية ، وأكدت الدول الثلاث عبر قنوات دبلوماسية وسياسية رفضها القاطع لهذه المخططات ، مع تعزيز الجهود الدولية لحماية حقوق الفلسطينيي، ومحاولة اتخاذ مواقف موحدة لمواجهة العدوان الاسرائيلي و الضغط الامريكي غير المسبوق لا بالطرح و لا بالمغزى و الذي خدش الاعراف الدبلوماسية من الدولة الاولى في العالم .
الموقف الأردني من التهجير / أكد الملك عبدالله الثاني رفضه القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين، محذرًا من تداعيات خطيرة على استقرار المنطقة، جاء ذلك خلال لقائه مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في يناير 2024. وكذلك تصريحات الخارجية الأردنية في بيانها في فبراير 2024 و الذي تؤكد فيه أن أي تهجير قسري للفلسطينيين يعد انتهاكًا للقانون الدولي ، وقد قاد الأردن حراكًا دبلوماسيًا عبر الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لحشد الدعم ضد أي محاولات للتهجير، كما عقد وزير الخارجية الأردني لقاءات مع مسؤولين أوروبيين لحثهم على الضغط على إسرائيل لوقف العدوان على غزة وو قف الحرب .
الموقف المصري من التهجير / أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي في مؤتمر صحفي بالقاهرة في مارس 2024 أن مصر "لن تسمح بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء"، مشددًا على أن الحل يجب أن يكون سياسيًا ، كما ان الخارجية المصرية أصدرت بيانًا رسميًا ترفض فيه أي محاولات إسرائيلية لفرض تهجير قسري.
التدابير الميدانية / حيث عززت مصر تواجدها الأمني على الحدود مع غزة لمنع أي عمليات تهجير، استمرت في إرسال مساعدات إنسانية عبر معبر رفح لتثبيت السكان في أماكنهم.
الموقف السعودي ودوره في التنسيق الإقليمي / أكدت المملكة العربية السعودية السعودية ، عبر بيان رسمي من وزارة الخارجية في أبريل 2024، أن أي تهجير للفلسطينيين يشكل "جريمة حرب" يجب التصدي لها دولياً ، وفي قمة الرياض (مايو 2024)، شدد ولي العهد محمد بن سلمان على أن السعودية "لن تقبل بأي حل يشمل تهجير الفلسطينيين من أرضهم".
وقامت الثلاثية بجهود مشتركة لمنع التهجير
تحركات سياسية: 1-عقد قمة ثلاثية بين مصر والأردن والسعودية في يونيو 2024 لتوحيد الموقف العربي
2- التنسيق مع الأمم المتحدة لإصدار قرارات تمنع أي محاولات تهجير.
ضغوط دبلوماسية: 1- طلب جلسة طارئة في مجلس الأمن لمناقشة تداعيات التهجير.
2- تشكيل تحالف عربي أوسع يضم دول الخليج والمغرب لدعم حقوق الفلسطينيين.
دعم الفلسطينيين في غزة:
1 - زيادة المساعدات الإنسانية لضمان بقاء الفلسطينيين في وطنهم.
2- تعزيز دور الأونروا لتمكين الفلسطينيين من البقاء في أراضيهم.
هذا تؤكد المواقف الرسمية والإجراءات التي اتخذتها كل من الأردن، السعودية ، ومصر التزامها برفض أي تهجير قسري للفلسطينيين من غزة ، ومن خلال التنسيق الدبلوماسي ، والضغط الدولي، والدعم الإنساني، تعمل هذه الدول على إفشال المخططات الإسرائيلية الساعية إلى تغيير التوازن الديموغرافي في المنطقة ، يتوقع استمرار هذه الجهود في ظل التطورات المستمرة ، لضمان حقوق الفلسطينيين في البقاء على أرضهم.
حمى الله الاردن و سددعلى طريق الرشاد خطاه
* النائب السابق/ د. بركات النمر العبادي .