فكرة التيار الحزبي الوطني بين الايجابية والقبول
فايز الاجراشي
18-08-2007 03:00 AM
في الحديث الذي جرى ما بين رئيس مجلس النواب عبدالهادي المجالي ومجموعة كبيرة من الصحفيين والاعلاميين في مدينة الحسين للشباب والذي كان محوره ومضمونه (فكرة) انشاء التيار الحزبي الوطني. قال المجالي ان التيار الوطني صيغة جديدة وليس هناك قيادات جاهزة وان هذه (الفكرة) هي ملك للجميع.والحقيقة ان الحديث الذي سمعناه من صاحب الفكرة كان شيقا ويدل ان النية تتجه الى ان يكون هناك عملا حزبيا يليق بمستوى القيادات التي كانت تدير الحوار ولا سيما ان المجالي صاحب الخبرة الواسعة في مجال الاحزاب ايقن ان فكرة الحزب ليست وليدة الساعة وانها تأتي تلبية لحاجات اردنية بحتة في ظل غياب الاحزاب القوية التي تستطيع ان تقود الغالبية العظمى من الاردنيين والمتعطشين للسير وراء حزب يستطيع ان يفرض وجوده على الساحة بقوة ويقوم بالواجبات الموكلة اليه في الدفاع عن حقوق المواطنين وتحقيق مطالبهم اليومية.
ولعل الطرح الذي اتى به المجالي اصبح حاجة وطنية نتفاءل بها وقد تكون صيغ مناسبة لمن لم يمثلوا واقصد هنا الاغلبية الصامتة التي لم تجد اي من طروحات الاحزاب تناسبها وتحقق مطالبها. في ظل غياب برامج وطنية تستطيع ان تقود وتوصل الى سدة الحكم بالمعنى المطلق والمقصود الانتخابات سواء البلدية او النيابية.
وايضا فان الافكار التي يطرحها المجالي في مجال الوحدة الوطنية وضرورة وضع اسس وثوابت العمل السياسي والحزبي من منطلق مصالح الاردنيين جميعا بغض النظر عن المنابت والاصول هذه الافكار تستساغ لدى الاغلبية الصامتة لانها تدخل في صلب الموضوع الذي تطلبه هذه الفئة والتي تجد في هذه الافكار تلبية لطموحات واهداف كانت تطلبها وتطالب بها منذ فترة طويلة قبل ان تتحول الى عنصر الكسل والعجز وتصبح الاغلبية المغلوب على امرها اوالاغلبية الصامتة وقد يكون هذا ناتجا عن الاحباط الذي اصاب هذه الشريحة من ابناء الوطن بسبب تراجع معظم الاحزاب الاردنية سواء من جاء منها من اليسار او اليمين او حتى تلك التي بها صبغة دينية واصبحت مجرد خادمة لاهدافها او تحقق مصالح منتسبيها.
لا نعرف ولا احد يستطيع ان يوقن بان التيار سوف يأتي باشياء خارقة ولكن كما يبدو يدل عليه المؤسسون او اصحاب الفكرة فان هناك جهود تبذل وافكار تدرس وتحلل من خلال الحوارات المفتوحة والمستمرة في كافة انحاء المملكة وهذا اكده المجالي وحجز عليه حين قال صراحة ان الفكرة موجودة وهي مطروحة امام الجميع لمناقشتها وتقييمها وتشذيبها لتخرج ناضجة وجاهزة وان الحوارات سوف تستمر بين جميع فئات المجتمع سواء الشبابية منها او النسائية وان على الاغلبية ان تنخرط في اطار حزبي تستطيع من خلاله ان تناقش الافكار وتساهم بشكل فعال في هذا التيار ليتبلور حزبا قويا قادرا على لعب دورا مؤثرا في العمل الحزبي السياسي وان لا يبقى هناك احتكارا لطرف دون اخر.
ما يطرحه التيار الحزبي الوطني فكرة تستطيع ان نجد لها مكانا في الساحة الحزبية الاردنية ولا سيما في ظل غياب الحزبية الصحيحة القادرة على التمثيل.
ولكن هناك من يشكك في امكانية نجاح (الفكرة) ولعل حجته في ذلك ان الاحزاب التي طرحت من قبل كانت بنفس العبارات والاسلوب في الجديد الذي سيقدمه هذا التيار وخاصة ان بعض قياداته الحالية قد عملت في المجال الحكومي وكانت تستطيع ان تحدث نوعا من التغير ولكنها في النهاية لم تقدم شيئا جديدا وقد يكون اصحاب هذا الرأي محقين نوعا ما.
ولكن لم لا ندع الايام هي التي تثبت وان لا نستعجل فمجتمعنا وشعبنا بحاجة الى ايجاد صيغا بديلة عما هو مطروح ولعل هناك امل نستطيع من خلاله ان نصل الى ما نصبو اليه ولندع هؤلاء ا لذين نهضوا بالفكرة وعملوا عليها ولنساعدهم كي تقف (الفكرة) على اقدامها وبعد ذلك نستطيع ان نحاسبهم.