الديمقراطية والانتماء .. وجهان لعملة واحدة
نضال انور المجالي
06-03-2025 12:49 PM
مع ولاء للقائد ورؤية الشباب
لطالما كانت الديمقراطية هدفًا تسعى إليه الشعوب، فهي نظام حكم يضمن المشاركة والعدالة والمساواة. ولكن، هل يمكن للديمقراطية أن تزدهر دون انتماء حقيقي للوطن وولاء لقائد ملهم؟ الإجابة، على الأرجح، هي لا.
الانتماء للوطن ليس مجرد شعور بالانتماء إلى مكان جغرافي، بل هو التزام بقيم ومبادئ مشتركة، ورغبة صادقة في المساهمة في بناء مجتمع أفضل. هذا الانتماء، إلى جانب الولاء لقائد يجسد تطلعات الأمة، هو الوقود الذي يدفع المواطنين للمشاركة الفعالة في الحياة السياسية، والتعبير عن آرائهم، والمساهمة في صنع القرارات التي تؤثر على مستقبلهم.
عندما يشعر المواطنون بالانتماء والولاء، يكونون أكثر استعدادًا للمشاركة في الانتخابات، والعمل التطوعي، وغيرها من الأنشطة التي تعزز الديمقراطية.
الانتماء والولاء يعززان الشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع، مما يدفع المواطنين إلى احترام القانون، والمساهمة في رفاهية الآخرين.
الانتماء والولاء يساعدان في بناء جسور الثقة والتفاهم بين مختلف فئات المجتمع، مما يقلل من الانقسامات والصراعات.
الانتماء والولاء يعززان القيم الديمقراطية مثل الحرية والمساواة والعدالة، ويجعلانها جزءًا من الهوية الوطنية.
الديمقراطية تعزز الانتماء والولاء ومن ناحية أخرى، يمكن للديمقراطية أن تعزز الانتماء عندما يشعر المواطنون أن أصواتهم مسموعة وأنهم يشاركون في صنع القرارات، يزداد شعورهم بالانتماء والولاء.
عندما يشعر المواطنون أن حقوقهم محمية وأنهم يعيشون في مجتمع عادل، يزداد شعورهم بالانتماء والولاء عندما يشعر المواطنون أن اختلافاتهم محترمة وأنهم جزء من مجتمع متنوع ومتسامح، يزداد شعورهم بالانتماء والولاء.
رؤية الملك عبد الله الثاني ودور الشباب
تتجلى رؤية الملك عبد الله الثاني في إيمانه العميق بدور الشباب كقادة المستقبل وصناع التغيير. هذه الرؤية تؤكد على أهمية تمكين الشباب وتزويدهم بالفرص اللازمة للمشاركة الفعالة في بناء الوطن. من خلال دعم الشباب وتنمية قدراتهم، يتم تعزيز الانتماء والولاء، ويتم تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
ومع ذلك، هناك تحديات وعقبات تواجه العلاقة بين الديمقراطية والانتماء والولاء. ففي بعض الأحيان، يمكن أن يؤدي التركيز المفرط على الهوية الوطنية إلى استبعاد الأقليات أو تهميشها. وفي أحيان أخرى، يمكن أن يؤدي غياب العدالة الاجتماعية أو الاقتصادية إلى تقويض الثقة في المؤسسات الديمقراطية.
الخلاصة
الولاء للوطن والقائد هي أوجه لعملة واحدة. فالديمقراطية لا يمكن أن تزدهر دون انتماء حقيقي للوطن وولاء لقائد ملهم، والانتماء والولاء لا يمكن أن يتحققا بشكل كامل إلا في ظل نظام ديمقراطي. لذلك، يجب علينا أن نعمل على تعزيز كليهما، من خلال بناء مجتمعات أكثر عدلاً ومساواة، وتعزيز الحوار والتفاهم بين مختلف فئات المجتمع، وغرس قيم الديمقراطية والانتماء والولاء في نفوس الأجيال القادمة، مع الأخذ برؤية الملك عبد الله الثاني في تمكين الشباب ودفعهم نحو النهوض بالوطن
حفظ الله الاردن والهاشمين.