facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"ألم الحياة .. ورحلة الأمل"


بهاء الدين المعايطة
05-03-2025 03:19 AM

تتجلى بعض مصاعب الحياة في العلاقات الإنسانية، حيث تأتي أحياناً من أولئك الذين منحناهم كل شيء يستحقونه. هؤلاء الأشخاص الذين كنا نعتبرهم جزءاً من حياتنا، والذين استثمرنا فيهم ثقتنا، قد يتسببون لنا في خذلان عميق. هذا الخذلان لا يأتي فقط من عدم الوفاء بالوعود، بل يمتد ليشمل الألم الذي يتسلل إلى تفاصيل حياتنا اليومية.

اليوم، نلاحظ كمية الألم التي يعاني منها الجميع، ونرى الكمية غير المحدودة من المعاناة التي تدفعنا إلى التفكير خارج الصندوق. هذا الصندوق، الذي اعتدنا أن يكون مصدر الأفكار واتخاذ القرارات، أصبح يساهم في تعقيد حياتنا بدلاً من تحسينها، دون أي جدوى أو أمل في التغيير.

كم دفعتنا تلك الصعوبات إلى التفكير والتململ من واقع الحياة الذي كُتب علينا. الكثير يعاني، والآخرون في طريقهم إلى المعاناة. أصبحت الحياة تقاس على أساس واحد، بتلك الدرجات، وتلك الصفات والفئات. من كان غنيًا زاد غناه، ومن كان فقيرًا أصبح يعاني أكثر من ذلك الفقر. إلى متى سنبقى نراهن على هذا الفشل الذي أوصلنا إلى هذا الحد؟ وإلى متى ستبقى الحقوق تقاس بحجم ما تملك من الصوت المسموع على هذه الأرض؟ هل العدل أصبح في السماء فقط؟

كم تمنيت يومًا ألا نبحث عن من يستطيع إيصال صوتنا، وكم تمنيت أن تكون أصواتنا مسموعة دون الحاجة إلى مناشدة سيد البلاد بكل صغيرة وكبيرة. وكم تمنيت أن تبقى الحقوق مصونة كما حدثونا عنها ونحن صغار. إلا أن الحقوق أصبحت تداس بالأقدام، وأصبحت أصواتنا لا تعني لأحد شيئًا سوى كونها نشازًا يعكر صفوهم دون أن يلتفتوا إليها.

يرهقني الواقع اليوم الذي يعاني منه الكثير، وما تعانيه أيضًا تلك المدن والقرى المنسية من قرارات أصبحت لا تخدم الصالح العام بقدر ما تخدم الصالح الخاص. أصوات تناشد وأيادٍ تحاول طمس تلك الأصوات لإبقاء المعاناة ترهق أهلها. اليوم، تراجع الواقع الحقيقي للحياة إلى الوراء، وللأسف، نرى أن تلك المعاناة تزداد يومًا بعد يوم.

وعن ما وصل إليه الشباب في عصرنا الحالي، فإن الظروف أدت بهم إلى محو فكرة الزواج بسبب ما تعانيه تلك الفئة من واقع يصعب عليهم التفكير فيه. رواتبهم ضمن حد لا تكاد تكفي أجرة المواصلات، بالإضافة إلى مصاريف الحياة الشخصية التي لم تعد تكفي مقارنة بما يتقاضونه من راتب شهري لا يتجاوز مئتين وستين دينارًا. علاوة على ذلك، تفاقمت البطالة بين فئة الشباب، وذهب الصوت الذي يمكن أن يحتضن تلك الفئة لمنحهم الأمل القادر على إعادتهم إلى الطريق الصحيح ومنعهم من الانحراف إلى ما لا يحمد عقباه.

أصبح الاهتمام بفئة الشباب متطلبًا ضروريًا للحد من الجرائم الواقعة في المجتمع. ونحن نقدر الجهود الأمنية التي تقوم بها مديرية الأمن العام من خلال رعايتها المستمرة المستهدفة داخل الجامعات والمدارس، وذلك من خلال تقديم فقرات توعوية حول آفة المخدرات والمؤثرات العقلية، بالإضافة إلى العديد من الحملات التي تُنفذ بين الحين والآخر.

كتبت مرارًا وتكرارًا عن إنجازات الكثير من الرجال الذين قدموا خدمات جليلة من أجل الوطن. وواجب علينا أن نرسخ أقلامنا لرسم بوصلة الإنجازات بحروفنا المتواضعة، لنعيد الحق لمن كان له الفضل الحقيقي على الوطن. العهد علينا أن نصيغه بأحرف من ذهب ليبقى الدرس الذي سيتناقله الأجيال القادمة، بعد أن كانت تلك الرجال أملنا الوحيد في هذا الزمان.

عكس ما كنا نتحدث عنه في البداية، عن سالبين الحقوق وطامسين الصوت، من خذلونا في حقوقنا وجعلوا من صوتنا نشازًا يصعب على أحد سماعه. ليس علينا أن نجامل بكلماتنا لنمدحهم، كفانا. حينما تولوا تلك المسؤوليات، كان يجب عليهم أن يخدموا الوطن والمواطنين، وليس أن يصعّبوا الحياة على أهلها. جميعنا يستحق الحياة، ويستحق أن يُنظر إلى واقعنا المتعب وإيجاد الحلول المناسبة لوقف تلك المعاناة التي فاقت كل شيء.

لكي ننعم بالحياة التي نستحقها، ولكي نعيد النظر فيما فاتنا منها، يجب علينا أن نتعلم من تجاربنا ونستفيد من الأخطاء التي ارتكبناها. فالحياة مليئة بالفرص والتحديات، ومن خلال التأمل في الماضي، يمكننا أن نحدد ما هو مهم بالنسبة لنا وما يجب أن نركز عليه في المستقبل.

وإن إعادة تقييم أولوياتنا واختيار الأهداف التي تعكس قيمنا الحقيقية يمكن أن يساعدنا في بناء حياة أكثر إشباعًا ونجاحًا. يجب أن نكون جريئين في اتخاذ القرارات التي تخدم مصلحتنا، وأن نتخلص من العوائق التي تمنعنا من التقدم.

في النهاية، الحياة رحلة مستمرة من التعلم والنمو، وعلينا أن نكون مستعدين لاستقبال كل ما هو جديد، مع الحفاظ على الأمل والإيجابية، لنتمكن من تحقيق الحياة التي نطمح إليها ونستحقها.

حفظ الله الوطن وقيادته وأدام عليه نعمة الأمن والازدهار..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :