افتتاح مسجد الصالحين في الرمثا: إشراقة إيمانية في رحاب الخير
03-03-2025 11:44 AM
عمون - بفضل الله ورضوانه، وفي يوم مبارك من أيام شهر رمضان الفضيل، شهدت مدينة الرمثا افتتاح مسجد الصالحين، ليكون منارةً جديدة للعبادة، ومركزًا لنشر القيم الإسلامية وتعزيز روح الإيمان بين أهل المنطقة.
وتم افتتاح المسجد في الأول من رمضان لعام 1446 هـ، الموافق ٢٩ فبراير ٢٠٢٥، في أول صلاة تراويح من هذا الشهر الفضيل، ليبدأ رحلته في خدمة المسلمين، جامعًا بين عبق الإيمان وروح العطاء.
وجاء هذا الإنجاز ثمرةً لكرم أحد المحسنين الذي وهب الأرض لوجه الله تعالى، وحرص على إعمار المسجد وفقًا لأفضل المعايير الهندسية والجمالية، ليكون بيتًا من بيوت الله يرتاده المصلون بخشوعٍ وطمأنينة.
مساهمًا في إعمار بيوت الله، امتثالًا لقول الحق سبحانه:
“إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَىٰ أُو۟لَٰئِكَ أَن يَكُونُوا۟ مِنَ ٱلْمُهْتَدِينَ” (التوبة: 18).
تصميم المسجد وروحانيته
يقع مسجد الصالحين مقابل مدينة الحسن الصناعية، في موقع استراتيجي يسهل الوصول إليه، حيث اختار فاعل الخير موقعه ليخدم المنطقة وأهل الحي والعاملين في منطقة الحسن الصناعية والمسافرين المارين بها.
المساحة والسعة الاستيعابية
• مساحة البناء: حوالي ١٠٠٠ متر مربع.
• السعة الداخلية للمصلين: ١٥٠٠ مصلٍّ.
• السعة الخارجية في الساحات: ٢٥٠٠ مصلٍّ.
يتميز المسجد بطراز معماري يجمع بين البساطة والفخامة، حيث تعكس الأعمال الخشبية المتقنة، والأسقف المنحوتة بزخارف إسلامية هندسية دقيقة، طابعًا روحانيًا يبعث على السكينة والخشوع.
كما أن الطراز العمراني الفريد للمسجد يُعد تحفةً معمارية بديعة، أحدثت نقلة نوعية في التصميم العمراني للمنطقة، مما جعله معلمًا بارزًا يعكس روعة الفن الإسلامي وأصالته.
أما المحراب، فقد تم تصميمه بأسلوب راقٍ يضفي هالةً بديعة على المكان، مزدانًا بآية قرآنية كريمة تحفّز على الإيمان والتقوى.
كما تم تجهيز المسجد بإنارة موزعة بعناية، تضمن أجواءً هادئة تلائم روح العبادة والخشوع، بالإضافة إلى نظام تهوية متطور يوفر الراحة للمصلين.
رسالة المسجد وأثره الاجتماعي
لم يكن مسجد الصالحين مجرد بناءٍ حجري، بل هو مركز يجمع القلوب على ذكر الله، ويعزز الترابط الاجتماعي بين أبناء الحي، ويدعم العمل الخيري والمبادرات المجتمعية. فمن خلال حلقات الذكر، ودروس العلم، والمبادرات الخيرية، والمناسبات الدينية، يسهم المسجد في بناء مجتمع يقوم على القيم الإسلامية النبيلة، وينشر أجواء الرحمة والتآخي بين الناس.
إن إعمار المساجد ليس فقط تشييدًا للمباني، بل هو إحياءٌ للقلوب وتنويرٌ للعقول، فالمسجد كان وسيظل الحاضن الأول للروح الإيمانية والمكان الذي تُبنى فيه أسس الفضيلة والتقوى، ويؤدي فيه المسلمون عباداتهم بخشوعٍ وسكينة.
وبهذا، يكون مسجد الصالحين أحد الأركان المباركة التي تضيء درب الخير لأجيال قادمة، في بقعةٍ أوقفها أهل الخير لوجه الله تعالى، ليبقى منارةً للهداية والعلم والعبادة.
نسأل الله أن يتقبل هذا العمل الصالح، وأن يجعله في ميزان حسنات من أسهم في بنائه، وأن يكون منبرًا للدعوة والخير والعلم النافع إلى يوم الدين.