ما زلت اقلّب الإستراتيجية الإعلامية (2011-2015) - التي أقرّها مجلس الوزراء قبل اسبوع - ذات اليمين وذات الشمال، بنظّارة وبدون نظّارة، فقرة فقرة، كلمة كلمة، حرفاً حرفا، علّي أفهم منها شيئاً دون جدوى، وتالياً أبرز ما جاء فيها :
((تهدف الاستراتيجيّة الإعلاميّة إلى توفير بيئة ملائمة قانونياً وسياسياً وإدارياً لتنمية قطاع الإعلام، وجعله إعلاماً معاصراً يحقّق قيمة مضافة لعناصر قوة الدولة والمجتمع، من خلال تعزيز الثوابت والقيم التي تتمتّع بها الدولة، وتعزيز النهج الديمقراطي في أساليب العمل الإعلامي، وإثراء الحياة السياسية، وتوفير وتعزيز استقلالية وسائل الإعلام الرسمية والخاصة وحمايتها.
كما تهدف الاستراتيجية إلى توفير بيئة قانونيّة وسياسيّة واجتماعيّة وعلميّة حاضنة، لتنمية تعدديّة وسائل الإعلام، وضمان الحق في الوصول إلى المعلومات، وتنمية المهنية الإعلامية، ودعم بناء القدرات الوطنية في مجالات الإعلام وفنونه، من خلال تطوير العمل المؤسسي في التدريب والتأهيل الإعلامي. كما تبنّت الإستراتيجيّة الإعلاميّة دعم وتنمية الإعلام المجتمعي الموجَّه للمجتمعات المحلية، إلى جانب دعم وتطوير تطبيقات الإعلام الإلكتروني الجديد، ووضع سياسات ومعايير واضحة لتنمية الاندماج بين قطاعيّ الإعلام وتكنولوجيا الاتصالات، وتعزيز حضور الأردنيين في الإعلام الاجتماعي الجديد. ووضعت الإستراتيجيّة خططاً سنوية تفصيلية تُنفَّذ على مدار خمس سنوات، يتمّ خلالها تطوير مجالات عِدّة للمساهمة في تطوير قطاع الإعلام))..
يعني لو قرأ «توماس فريدمان» استراتيجية «الحُجُبْ» أعلاه لكفر بالصحافة والإعلام ومهندسيه وآثر ان يتّخذ بسطة دخان أمام مبنى جريدة ال «نيويورك تايمز» يسترزق منه بقية حياته..
بالمناسبة، الطلاسم أعلاه أصبحت «موضة» تخرج بها معظم اللجان الحوارية والتي لا تفرق كثيراً عن هذه التوصية الساخرة التي وصلتني عن طريق الانترنت: (( قررت اللجنة (.....) بتنفيذ القرار القاضي بالبدء الفوري بوضع مسودة لإعداد مشروع ورقة متعلقة بتشكيل لجنة خاصة لدراسة حيثيات جميع متطلبات آليات العمل لإعداد جدول زمني دقيق لاستصدار مفكرة توضح الأطر العامة بتحديد سبل انشاء مجلس معني بحل جميع المعوقات التي تعرقل عملية تذليل العقبات المرتبطة باعداد مذكرة تحدد المبادئ اللازمة لإطلاق عملية تداول كل المسائل المتمحورة حول القضايا المرتكزة على الحلول المنبثقة عن المقررات السابقة)).
الى متى سنظل نغرق بالتأتأة ظنّاً منّا انها صياغة؟؟؟
كشفّيني يا كرمة العلي ..
الرأي