يمر رمضان عام ٢٠٢٥ على قطاع غزة سيما و أنها تعرضت لسلسلة من الأحداث الهامة، وأهم تلك الأحداث هو التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، والذي أعلن عنه في الخامس والعشرين من كانون الثاني قبل تولي دونالد ترمب مهام منصبه الرئاسي، فبعد عام ونصف تقريباً من الحرب الإسرائيلية الوحشية الغير مسبوقة على منطقة في العالم في العصر الحديث، لم تبق قوات الاحتلال الإسرائيلي أي معلم من معالم الحياة في قطاع غزة إلا وقد دمرته، إما بفعل صواريخ الطيران الحربي أو المسيرات الهجومية أو القصف المدفعي، فأصبحت البنى التحتية مدمرة بصورة شبه كاملة، وسوي الغالب منها في الأرض فترى قطاع غزة ويكأنها كومة من ركام، خاصة محافظة رفح ومنطقة المواصي ومشروع بيت لاهيا وجباليا والعديد من المناطق.

وعلى ذات السياق لم يعد هناك أي محال تجارية إلا النذر اليسير من أشباه المحال والدكاكين، حيث قام أصحابها باستصلاح ما استطاعوا منها، وبدءوا بعرض بضاعة بسيطة معظمها غير أساسية، وبسطات الباعة تنتشر في مناطق مختلفة من محافظات القطاع على ذات الحال، فلا يستطيع المواطن الغزي أن يأمن حاجات أسرته في الشهر الفضيل، ليس لديه خيارات للقيام بذلك، فنقص المواد الغذائية الضرورية كاللحوم الحمراء والدواجن والأسماك والبيض والحليب ومشتقات الألبان أصبحت مقلقة للمنظمات الإنسانية، حيث تتواجد بصورة شحيحة مما يؤدي إلى ارتفاع في أسعارها، من وحي أن قوات الاحتلال الإسرائيلي مازالت تماطل في إدخال شاحنات المساعدات الإنسانية والإغاثية للقطاع، ناهيك عن افتقاد المواطنين لمساكن تؤويهم وتحفظ لهم كرامتهم الإنسانية، على الرغم من الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار، لا يزال الوضع الإنساني كارثيا في القطاع بامتياز، فالغزيين يحتاجون لأمور كثيرة تعينهم على صيام شهر رمضان واستلهام أجوائه الروحانية من غير معوقات.

إن التحديات التي تواجه أهل غزة في شهر رمضان كثيرة ومتعددة، فلم يعد للغزي أي مجال للإختيار، فحياته للأسف أصبحت مرهونة بمزاجية الاحتلال الإسرائيلي، من غير أن يضع المجتمع الدولي حدا لانتهاكاته، و إلزامه في الوفاء بتعهداته على مندرجات اتفاق وقف إطلاق النار، فشح المياه وانعدام سبل العيش الكريم وانقطاع سبل الحياة في القطاع، وتخريب شبكات الصرف الصحي والمياه، يلقي على المنظمات الدولية والمجتمع الدولي والأحرار في العالم مسؤولية تقديم يد العون لأهل غزة الذين يعانون الأمرين، جراء صعوبات الحياة التي يمرون بها خاصة في شهر رمضان المبارك، ليعينهم على صيام الشهر الفضيل من غير منغصات.