facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الإقليم في مرحلة ما بعد الظل الأميركي الثقيل ..


سامح المحاريق
23-02-2025 12:10 AM

تعيش الولايات المتحدة الأميركية أعراضًا انسحابية تجاه الشؤون العالمية، ويتحاور المقربون من دوائر صنع القرار عن المدى الذي يمكن أن تصله فلسفة الانكفاء الأميركية التي تعتبر جزءًا من برنامج أميركا عظيمة من جديد! ولكن وبغض النظر عن الرغبة الأميركية في العناية بالشؤون الداخلية على حساب الالتزامات العالمية، فالطبيعي أن تتراجع الولايات المتحدة نظرًا لأن الفوضى العالمية أصبحت متعذرة على أي مواجهة تقودها دولة منفردة، أو حتى مجموعة من الدول، ويبدو أن عصرًا من صعود التكتلات الإقليمية سيظهر، وسيحمل أيضًا لاعبيه الإقلي?يين الذين لا يمكن تجاهلهم.

قبل نحو خمسة عشر عامًا صدر كتاب مهم للغاية قدمه جورج فريدمان، المختص بالدراسات المستقبلية، وأشار فيه إلى مجموعة من الدول التي ستشهد صعودًا كبيرًا، وما يعنينا بين توقعاته، تركيا التي يحدد فريدمان مناطق نفوذها الإقليمية ويركز على المنطقة العربية، والحقيقة أن تركيا أنجزت الكثير منذ التسعينيات من القرن الماضي، ولكن ما حققته لم يكن مبنيًا على مواردها الطبيعية والبشرية، بقدر ما كان مستندًا إلى خطاب واقعي في السياسة، فعمدة اسطنبول الذي لم يتحدث عن قضايا كبيرة، وكان تركيزه على معالجة مشكلات الصرف الصحي والقمامة في?المدينة تمكن من التوسع في نموذجه ليغرد منفردًا خارج الادعاءات الكبيرة للدول المنافسة إقليميًا، أو المنافسة على الإقليم، ولذلك لم يجد حرجًا من التقلب بسياسته يمينًا ويسارًا لأن مفادها هو البقاء والاستمرار والقدرة على المعاودة من جديد، وربما ننظر اليوم إلى ما حققته تركيا في سوريا، والمكتسبات المتزايدة التي تتحقق، والأمر ربما لن يكون بعيدًا عن العراق، خاصة بعد تراجع النفوذ الإيراني مع الوقت.

الكتاب الذي صدر لم يضع السعودية في اعتباراته، إلا أن السنوات التي اتبعت ذلك، جعلت السعودية أيضًا طرفًا إقليميًا مؤثرًا بصورة يصعب تجاهلها، وتتقدم الرياض حاليًا بسياسة هادئة وغير صاخبة تفضل الكتب الصادرة عن الجهات الرسمية بدلًا من التصريحات المرتفعة النبرة، ومؤخرًا تدخل السعودية ساحة الدول صاحبة التأثير من خلال استضافتها لحوار الأميركيين والروس حول أوكرانيا، في الوقت الذي تتغيب فيه القارة الأوروبية عن طاولة التفاوض والتسوية.

يمتلك الأردن علاقات تاريخية وثيقة مع البلدين، ولديه قدرة على الحوار معهما، ويبدو أن الغياب الأميركي والاستدارة الأردنية التي اعتمدت على الموقف من مشروع التهجير الذي طرحه الرئيس ترامب، ستجعل العلاقات السعودية والتركية متقدمة نسبيًا في رؤية الأردن السياسية مستقبلًا، ويمكن للأردن أن يؤدي أدوارًا في الابقاء على الوضع الراهن الذي يخلو من التناقضات الحادة بين البلدين، خاصة لوجود سياسة متشابهة تسعى إلى تصفير المشكلات.

في حالات التناقض، وبغض النظر عن الاعتبارات القومية، فالأردن يبقى أقرب إلى الرؤية السعودية، لأن تركيا المثقلة سكانيًا تسعى لمناطق نفوذ وسيطرة اقتصادية قائمة على الحاجة للموارد والأسواق، بينما الأولويات السعودية التي تركز على رؤية تجاه مركزة المنطقة بوصفها العقدة اللوجستية في العالم، فإنها تتلاقى مع حاجات الأردن وظروفه وتركيبته الاقتصادية.

توجد أمام الأردن خيارات أخرى، ومن أهمها مشروع الشام الجديد الذي يربط العراق ومصر من خلال عمان، وهو مشروع ليس جديدًا، فمحاولات التكامل بين البلدين بدأت منذ السبعينيات، وتواصلت تجاه الذروة مع مجلس التعاون العربي الذي أجهضته مغامرة صدام حسين في غزو الكويت، وعمليًا فالتناقض أيضًا غير موجود بين المشروعين، لأنه يمكن أن يصب في مركز البحر الأحمر بضفتيه والإمكانيات المتباينة بين الدول الشريكة تجاه دوره في التجارة العالمية.

الموازنة بين هذه القوى الإقليمية يتطلب سياسة هادئة، وفكرًا استراتيجيًا متوازنًا، خاصة أن بعضًا من التباين في وجهات النظر يمكن أن يحدث بين وقت وآخر، إلا أن ما لا يمكن التعامل مع تناقضاته ومشكلاته يتمثل في (إسرائيل) وطموحاتها، وحتى حالة الفوضى التي تعيشها مع صعود التيارات اليمينية المتطرفة.

أدى الأردن دورًا مهمًا في الأسابيع الأخيرة وتمكن من العودة إلى مقدمات تجاهلتها المشاريع الأميركية خلال فترة رئاسة ترامب الأولى، ومع بدايات رئاسته الثانية، ولكن ذلك ليس كافيًا، فالصراع مع اسرائيل هو مسألة غير منتهية، ففي أفضل الأحوال، ستحاول اسرائيل الاستحواذ على الدور الأردني الذي انبنى على سنوات طويلة من العلاقات الدبلوماسية الرزينة، وبما يجعل اسرائيل التحدي الوجودي الذي يجب على الأردن أن يلتفت له مهما كانت الظروف مواتية أمامه.

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :