انتخبني .. والله لن أنتخبك
عبد الجبار أبو غربية
23-06-2011 02:15 PM
بدأ موسم انتخابات رابطة الكتاب الأردنيين .. وكالعادة بدأت الاتصالات الهاتفية التي يطالب أصحابها أن أنتخبهم .. والمفاجأة الكبرى أن أول اتصال جاءني كان من زميلة أديبة كانت قبل أكثر من سنة سببا لكتابة مقالي ( السرطان أكثر وفاء من بعض الأصدقاء والزملاء) .. وجرى بيننا الحوار التالي:
هي : مرحبا أستاذ عبد الجبار .. أنا فلانة وهذه مكالمة انتخابية .. هاهاها ..
أنا : أهلا وسهلا .. طالما أنها منك فلا بد وأن تكون كذلك
هي : أنا اتصلت وكلي أمل أن تنتخبني.
أنا : الله لن أنتخبك
هي: ( وقد فوجئت برد لم تكن تتوقعه ) .. لماذا .. خير إن شاء الله
أنا : أنت يا سيدتي كنت سبب كتابة مقالتي ( السرطان أكثر وفاء من بعض الأصدقاء والزملاء ) .
هي : له له له .. كيف أنا السبب
( لاحظوا أنها لم تقل لي سلامتك حتى الآن .. ولم تسألني عن صحتي ولو من باب المجاملة)
أنا : قلت لها سأقرأ لك المقال لتفهمي لماذا ( وقرأت لها المقال .. إلى أن وصلت إلى الفقرة التي تخصها والتي جاء نصها:
(أليس كذلك يا فلان وفلان وفلان, وفلانة التي اتصلت لتدعوني لحضور حفل توقيع كتاب لها, فاعتذرت بسبب المرض, وأنني لا استطيع المشي الآن, فلم تقل لي سلامتك, بل قالت حاول الحضور, لأنه يهمني حضورك, قلت سأحاول إن شاء الله, وأغلقت السماعة وأنا أقول لا حول ولا قوة إلا بالله, وحسبي الله ونعم الوكيل, وأهلا بالسرطان, هذا الوفي الذي سأبقى أصارعه حتى أخرجه أو يخرجني إن استطاع) .
وتابعت قائلا : لقد سألني العديد من الزملاء عن السيدة التي أقصدها ولم أصرح لهم باسمك.
هي : الحمد لله أنك لم تكشف عن اسمي .. ولكن أكيد ستنتخبني .. لأننا زملاء منذ زمن طويل
أنا : لقد أقسمت أنني لن أنتخبك
هي : مش معقول
أنا : لاحظي أنك حتى الآن لم تنطقي بكلمة ( سلامتك ) ..
هي : لقد كنت أقول لك اترك الدخان أتذكر
أنا : أذكر نصيحتك .. ولكن لم أسمع منك حتى الآن كلمة سلامتك
هي : آسفة .. ألف سلام عليك .. شقيق ( العمر إلك ) أصيب بسرطان الرئة ثم سرطان الدماغ ( رحمه الله ) ...
أنا : وأنا كذلك أصبت بسرطان الرئة والدماغ وبحمد الله تم استئصاله من الموقعين.
هي : صحيح أنت حلفت يمين لكن أكيد ستنتخبني
أنا : والله ثم والله لن أنتخبك يا أختي ..
إلى اللقاء
انتهت المكالمة .. وضعت سماعة الهاتف وأنا أقول هل هم كثر أمثال هذه السيدة الفاضلة..؟