هناك وجه شبه بين سفينة الأحلام التيتانيك والحكومة من عدة جهات. ومن منا لا يعرف التيتانيك ؟ السفينة العملاقة التي غرقت في المحيط والتي أصبحت بعد أن صنع من اجلها اكبر الأفلام وأضخمها على كل لسان وصرت تقلب حجرا فتجد Titanic وصار اسمها يدخل في كل شيء فالطعام تيتانك والملابس تيتانيك وحقيبة مكتوب عليها Titanic )) ، قلم ، خاتم ، مرآة ، قارورة عطر ، بل وصل الأمر إلى ظهور تسريحة شعر جديدة ( تسريحة تيتانيك ) ومن منا لا يرى ان حكومتنا أصبحت كالتيتانك من خلال غرقها في بحر من المشكلات وحتى أنها أصبحت ماركة عالمية يضرب بها المثل بين حكومات العالم.

في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي صنع الإنجليز باخرة عظيمة . كانت كما يقولون فخر صناعاتهم ، وعندما تم تشكيل الحكومة صرنا نقول إنها حومة الإنقاذ والقضاء على الفساد.

وانطلقت التيتانيك في رحلة ترفيهية حاملة على متنها علية القوم ونخبة المجتمع كما يصفون أنفسهم ، وانطلقت حكومتنا برحلتها خلال السنة والنصف بركابها والذين هم من علية القوم. وقد بلغ الفخر والاعتزاز ببناة السفينة درجة كبيرة من الغرور فسموها (( الباخرة التي لا تقهر )) بل سمع أحد أفراد طاقمها يتشدق فخراً أمام بعض كبار ركابها بما ترجمته : حتى الله نفسه لا يستطيع أن يغرق هذا المركب ، وقيل عن حكومتنا إنها قوية ومتماسكة وأنها الحكومة التي لا تغرق ولا تقال، وفي اليوم الثالث من سيرها في المحيط الأطلسي وفي خضم كبرياء صناعها وركابها تصطدم بجبل جليدي عائم فيفتح فيها فجوة بطول ( 90 متراً ) وبعد ساعتين وربع تستقر الباخرة التي لا تقهر – كما زعموا – في المحيط ومعها ( 1504 ( راكب وحمولة بلغت (460000 طن ) .. ماتوا غرقناً ولم ينج منهم إلا القليل.

وحكومتنا اصطدمت بجبال من الجليد كان الثلج بالجنوب ثم اسطوانات الغاز وبعدها الشاورما التي لم تنتهي بعد وقضية مياه الشرب والجبل الأعظم الانتخابات البلدية وألان جاء ما قد يطيح بها ويرمي بها في قاع المحيط بعد ان فتح في جسمها فجوة إقالة وزيري المياه والصحة وهو الانتخابات البرلمانية والتي يشكك الكثير من المراقبين مقدرتها على إدارة مثل هذه الانتخابات خاصة بعد ان تم رفع الاسعار خلال الشهر الحالي ولم نصل بعد الى شهر رمضان شهر رفع الاسعار. وان بقيت الحكومة فأنها لن يدوم مقاومتها للغرق ابعد من شهر كانون ثاني.

royaalbassam@yahoo.com