الارهاب القاعدي يضرب الموصل
حازم مبيضين
18-08-2007 03:00 AM
ثمة بون شاسع بين أن تكون تفجيرات قضاء سنجار الارهابية عملا تقف خلفه دول إقليمية كما أعلن رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني مطالبا القوات العسكرية في الإقليم بالتدخل لحماية الكرد في المناطق التي تتعرض للهجمات المسلحة، وبين أن تكون هذه الأعمال الخسيسة من تدبير إرهابيي القاعدة , وبين أن تكون عملا كرديا يستهدف في آخر الامر بسط سيطرة البيشمرجه على المناطق المستهدفه بحجة حماية الكرد القاطنين فيها , كما يعلن ذلك نفر من القومجيين العرب المتمسكين بفكرة السمو على القوميات العراقية الاخرى , ما يدعو لإمعان النظر , ورؤية من المستفيد من هذه الاعمال الارهابية, وهل لكورد العراق مصلحة
فيها ؟ .بداية لابد من الإشارة إلى الادانة الكاملة للهجمات التي استهدفت تجمعات وقرى ايزيدية في منطقة تبعد مئة كيلومتر فقط عن الحدود العراقية السورية, مما يدفع للشك بأن منفذي العملية إرهابيون أتوا من سوريه ليظهروا إلى أي مدى سيذهبون لمنع العراق من أن يصبح دولة مستقرة وآمنة. وقد استهدفوا تجمعات الايزيديين لتعميق الشرخ الذي يسعون لتعميقه بين كافة العراقيين .
وعلينا ان لا ننسى أن الطائفة الايزيدية تعرضت إلى هجمات من إسلاميين متطرفيين خصوصا بعد نشرأحد مواقع الانترنت مشاهد لوقائع قتل فتاة من طائفتهم رجما بالحجارة على يد أقارب لها شكوا بأنها على علاقة بشاب مسلم في شمال العراق كما نه في نيسان الماضي، اوقف مسلحون حافلة تقل 23 عاملا من أبناء هذه الطائفة وقتلوهم بالقرب من الموصل , كما إن الانفجارات استهدفتهم من قبل جماعات مسلحة تستهدف الأكراد الايزيديين من سكان مدينة الموصل منذ ثلاثة أعوام حيث قتل عدد كبير منهم على يد مسلحين مجهولين مما دفع بالكثير منهم إلى مغادرة الموصل والنزوح إلى مدن أكثر أمنا في إقليم كردستان.
وقبل ذلك تعرضوا للابادة عدة مرات، سواء بفتاوى الجهلة التي قضت بتكفيرهم واهدار دمائهم أوعلى يد قوات علي الكيماوي التي وضعتهم بين خياري الموت والانفله، أو التعريب القسري، أو بحرب الابادة التي تشنها عصابات ترفع المصاحف معلنة الرغبة في اقامة امارات إسلاموية على غرار طالبان في افغانستان, ولا يفوتنا المرور على ما أكده شهود عيان في قرية ينديجة التابعة لقضاء طوز خورماتو من أن القرية شهدت تهجير نحو 50 عائلة تركمانية شيعية بعد تعرضها إلى تهديدات من جانب مجموعة مسلحة تنتمي إلى القاعدة.
ويدفع كل هذا إلى التساؤل عن الحقد الكامن في نفوس المعادين لهذه الطائفة المسالمة من التكفيريين الارهابيين ؟ والجواب المؤكد أن هؤلاء يسعون لترسيخ مشروعهم الارهابي في بلاد الرافدين المنكوبة بفقدان نعمة الامن والاستقرار ذلك أن الجميع مستهدفون بغض النظر عن انتمائهم الديني أو العرقي أو الطائفي أو المناطقي طالما أنهم غير منخرطين في مشروع القاعدة التكفيري الارهابي البغيض والمتخلف .
والواضح أن هجمات الموصل التي تندرج ضمن أكثر الهجمات دموية في العراق منذ اطاحة نظام صدام حسين تدفعنا إلى استبعاد كامل بأن يكون الكرد هم من يقف خلفها لانها تستهدفهم هم ايضا مثلما يدفع للتاكيد بأن تنظيم القاعدة ومن يدعمه هما المشبوهان الرئيسان وإذا كان الجيش الامريكي يرى ان الوقت مبكر للغاية لمعرفة المسؤول , فان حجم وطبيعة الهجمات المتزامنة تحمل بصمات تنظيم القاعدة الارهابي .
وهنا تكمن النتيجة التي تعطي جواب سؤالنا عن المستفيد من هذه الهجمات , انه القاعدة وليس سواها . وعلى الباحثين عن مجرمين محتملين آخرين أن يريحوا أنفسهم .
hmubaydeen@yahoo.com