الألقاب لا تصنع الرجال .. فهل كنتم رجالات دولة .. أم أن الدفاع عن الوطن يُطلب؟! ..
محمود الدباس - ابو الليث
19-02-2025 10:25 PM
حين تُوجه السهام نحو الوطن وقيادته.. وحين تنهال حملات التشويه والتشكيك من كل حدب وصوب.. نبحث عن أصواتكم.. التي طالما علت حين كنتم في مواقع المسؤولية.. نبحث عن أقلامكم التي كانت لا تجف في المديح والتأييد.. نبحث عن وجوهكم... التي كانت لا تغيب عن المشهد الإعلامي والرسمي.. فأين أنتم اليوم؟!.. أين أنتم عندما يحتاجكم الوطن فعلا.. لا قولا؟!.. أم أن المناصب وحدها هي التي كانت تُحرككم.. وحين زالت.. زالت معها أصواتكم؟!..
ألم يكن الوطن هو من منحكم تلك الألقاب.. التي تعتزّون وتتباهون بها.. وتغضبون حين لم نناديكم بأصحاب الدولة.. أو المعالي.. أو العطوفة.. أو السعادة؟!.. ألم يكن هو من منحكم الفرصة.. لتكونوا في مواقع القرار؟!.. ألم يكن هو من وهبكم المكانة.. التي طالما دافعتم عنها.. حين كانت بين أيديكم؟!.. فلماذا تتركونه وحيداً الآن؟!.. لماذا تصمتون.. وكأن الأمر لا يعنيكم؟!..
أنتم أكثر مَن يعلم الحقائق.. أنتم أكثر من يعرف خفايا المواقف والتفاصيل.. التي تُدحض بها الشائعات.. أنتم الذين جلستم مع القيادة.. وسمعتم الخفايا.. والمواقف.. والمبررات.. والأسباب.. أنتم الذين كنتم في صلب صناعة القرار.. ورأيتم كيف كانت تُدار الأمور بمنطق الدولة.. لا بمنطق المصالح الفردية.. فبأي وجه تتركون الساحة اليوم للمُغرضين؟!.. كيف تصمتون.. وأنتم تمتلكون السلاح الأمضى في الرد عليهم.. وهو الحقيقة؟!.. أم أن الحقيقة.. لم تكن تعنيكم.. إلا حين كانت تخدم مواقعكم؟!..
لم ننسَ كيف كنتم تتسابقون للرد على أي كلمة تُقال بحق الدولة.. عندما كنتم في مناصبكم.. لم ننسَ دفاعكم المستميت عن كل صغيرة وكبيرة.. تخص الوطن وقيادته.. لم ننسَ تلك البيانات والمقالات والمقابلات.. التي كنتم تظهرون فيها لشرح المواقف.. والتصدي للحملات المشبوهة.. فأين اختفت تلك الحمية اليوم؟!.. أم أن الغيرة على الوطن. مرتبطة بالكرسي والمنصب فقط؟!..
إن الدفاع عن الوطن.. وقيادته.. مواقفه.. وثوابته.. ليس واجباً مؤقتاً.. ينتهي بانتهاء المنصب.. وليس شعاراً يُرفع فقط.. حين تكون الأضواء مسلطة عليكم.. إنه دَينٌ في أعناقكم.. ومسؤولية تلازمكم قبل وبعد مواقعكم.. كما هي الالقاب التي تضعونها على بطاقات تعريفكم.. فإن كنتم حقاً رجالات دولة كما تدّعون.. فأين أنتم حين يُحتاج إليكم؟!.. أم أن ألسنتكم.. لا تتحرك إلا بأمر.. وأقلامكم.. لا تكتب إلا بتوجيه.. ومواقفكم.. لا تُعلن إلا حيث تضمنون المكاسب.. وتكون المصلحة الشخصية الأولوية الأولى؟!..
لقد آن الأوان.. كي نعرف معدنكم الحقيقي.. فإما أن تثبتوا أنكم أهل للمسؤولية.. ورجالات دولة.. حتى بعد مغادرتكم مواقعكم.. أو أن تعترفوا.. بأن ما كان يُحرككم.. ليس إلا المصالح والمناصب..
هذا هو وقت الوفاء.. هذا هو وقت الصدق مع الذات.. ومع الوطن.. فإن لم يكن دفاعكم عن الوطن.. نابعاً من إيمانكم المطلق به.. فمتى سيكون؟!..