بما أن هناك مشروع قانون سيدرج على استثنائية النوّاب يجرم الاشاعة واغتيال الشخصية ..وبما أن النواب «ما بقصروا بالموافقة على هيك قصص» فإن الأردن مقبل على موجة كبيرة من «التهمير» لا محالة..
و»الهَمُرْ أو التهميّر»: هو إطباق الشفاه وإخراج الرفض أو الاستنكار من الأنف مثل دخان السجائر مع صوت يشبه صوت «القط» في حالة دفاعه عن نفسه..وربما من هنا جاءت تسمية هذا الصوت «بالتهمير»..ويقال في ذات السياق ..»مالك بتُهْمُر»/ مالك هَمَرِتْ؟؟ أي ما الذي يزعجك/ أزعجك؟..ويقال أيضاَ..»يوم حكيت له كل السولافة «هَمَرْ»..اي استنكر بصمت دون تعليق..
كما يمكن قياس ردّة فعل الطرف الآخر من خلال هذا التعبير الصوتي ..مثلاً يسأل أحدهم الآخر « بزعلش أبوك يوم يدري انك اشتريت «آي فون»؟ فيرد الآخر: «بس بيُهْمُر» بمعنى يغضب ويستنكر لكن بصمت...جدير بالذكر أن غالباً ما تلازم فعل «الهَمُرْ» هزّة افقية في الرأس..فالهمر وهزّ الرأس متلازمتان مثل ظاهرتي البرق والرعد ، تؤكدان على الانزعاج وعدم الرضا لكن دون تصريح شفوي بذلك..
ومن هنا أودّ ان أسأل ديوان التشريع فيما يخص حالة التهمير : مستقبلاً اذا ما شاهدت مسؤولاً يبني قصراً بعد خدمة في منصبه 12 شهراً..وقمت»بالتهمير» هل الاحق قانونياً على ذلك؟؟ .. بتسفير أحد «......».. طيب اذا لم اقتنع بتسفير أحد المحكوم عليهم ولا الضالين الى الخارج و»هَمرِت».. هل أحال الى القضاء بحجة الاشاعة واغتيال الشخصية؟...وسؤال أخير هل سيستطيع ديوان التشريع البتّ بكل هذه المسائل أم أن هناك ضرورة لإيجاد «ديوان للتهمير»..؟؟!! وهل هناك ضمانات للمواطنين بأن لا تقوم الحكومة بالتقدّم مستقبلاً بمشروع قانون جديد يجرّم فعل «الهَمُر» وهزّ الرأس افقياً على اعتبار انه يثير الفرقة ويغتال الشخصية!! على «هالشخصية» عاد!!!
(الرأي)