facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إلى شغف


د. مي بكليزي
18-02-2025 12:11 AM

رسائلُ كُتِبَتْ بماءِ الوعيِ وحِبرِ الخبرةِ، نُقِشَتْ على أوراقِ الحياةِ ودفاترِ العمرِ، تجربةٌ غنيّةٌ وارفةُ الظِّلالِ ألقتْ بكلِّ طاقتها على شغف، الصبيّةِ الطفلةِ ذاتِ السنةِ والنصفِ. استباحتْ أمُّها عالمَها البريءَ لتُزيِّنَهُ بجمالِ الحكايةِ ولطائفِ النُّصحِ وبريقِ الحبِّ الذي يَدُجُّ قلبَ أمٍّ حَظِيَتْ بمولودتِها لأوَّلِ مرةٍ، فكان أخواها قد وَسَما لأمهما لقبَ "أمّ"، لكنَّه لا يرتقي لما تُسْمِيهِ شغفُ الابنةُ من لقبٍ، ففيها حياةٌ حينَ تَلْفِظُ "ماما"، ليستْ كأيِّ حياةٍ، (فليس الذكرُ كالأنثى).

تمتزجُ الحِكمةُ الوازنة والعاطفةُ الرَّائقةُ والعقلُ الرَّاجحُ والخبرةُ الناضجةُ بكلِّ حرفٍ بعثَتْهُ مي في رسائلِها، لمن أسمتْها "شغف" الابنةِ، ولمن أسمتْهُنَّ نساءَ وبناتِ غزَّةَ، ولمن أسمتْهُنَّ أيضًا حَبَّاتِ المطرِ. فكلُّ أنثى تُهدى لها هذه القِطافُ المرويّةُ بمبادئِ الخُلُقِ، المسيَّجةِ بالدِّينِ، المكتملةِ أركانُها بالصَّحيحِ من العاداتِ والتقاليدِ.

تخاطبُها بـ "يا ابنتي" حينًا، وحينًا آخرَ بـ "يا صغيرتي"، وبعضَ الوقتِ بـ "غاليتِي، حبيبتي"، كلُّها مناداةٌ محبَّبَةٌ للنَّفسِ، مُذْهِبَةٌ للوَجَسِ، وتوقِّعُ بـ "والدتُكِ" نهايةَ كلِّ رسالةٍ، أو "أمُّكِ"، أو قُلْ "أمُّكِ المحبَّةُ".

دَفْقٌ من حبٍّ وحنانٍ، ترانيمُ رعايةٍ واعتناءٌ باذخٌ بأخلاقِ مَن وُلِدَتْ تَوًّا، تتعهَّدُها أمُّها للنَّجاةِ والنَّجاحِ، وتَحُضُّها على الاعتزازِ بذاتِها والافتخارِ بها. سَيْلٌ من عُنفُوانٍ، وأهازيجُ من فرحٍ سخيَّةٍ، تَحفُّ بها كلماتُها، المُتَوَّجةُ على رأسِ شغفَ البنتِ، كملِكةٍ في هذا الزَّمانِ.

في لغةٍ متمكِّنةٍ رقراقةٍ سلسةٍ، لا يَعوزُها التَّكلُّفُ والتَّصنُّعُ، فهي كلماتٌ خَرَجَتْ من القلبِ لمِثْلِهِ، لا تقطعُ طريقَها شاردةٌ ولا واردةٌ، فقلبُ الأمِّ دليلٌ، لا دليلَ لمِثْلِهِ، ولا سلطانَ عليه.

العاطفةُ الجامحةُ في هذه الرسائلِ لم تُلْغِ دورَ العقلِ المُتَبَصِّرِ، ولا التَّجربةَ المُتَبَحِّرَةَ في عالمِ الواقعِ، رسائلُ طابعُها الصِّدقُ، ونِبراسُها اليقينُ باللهِ هاديًا ومُقيلًا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :