facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الوفيات من وباء الانفلونزا قد تصل الى 62 مليوناً


24-01-2007 02:00 AM

بقلم : ديفيد براون
ترجمة : فؤاد عبدالجبار
عن صحيفة الواشنطن بوست
وباء الانفلونزا من ذلك النوع الذي اجتاح العالم خلال عامي 1918 و 1919، قد يقتل 62 مليون شخص اذا حدث في الوقت الحاضر. 96% من هذه الوفيات ستحدث في البلدان النامية. هذا هو ما خرجت به دراسة نشرت امس في مجلة لانسيت الطبية و التي استعانت بسجلات الوفيات الموجودة في الدوائر المختصة خلال فترة (الانفلونزا الاسبانية) للتنبؤ بما قد سيحدثه هذا الوباء في وقتنا الحاضر.هذه الدراسة هي الاولى من نوعها وقد وجدت ان الفرق بين معدل الوفيات في وسط المكان الذي سجلت فيه اعلى الاصابات في الهند و في الدنمارك، البلد الاقل اصابات في العالم. قد بلغ 40 ضعفا.

ان سبب هذا التفاوت غير معروف، و لكن قد يكون بسبب التغذية و الكثافة السكانية. فلو قتلت الانفلونزا الاسبانية الحديثة ضحاياها في سنة واحدة، فسيتضاعف عدد الوفيات في العالم حاليا و البالغ 59 مليون وفاة سنويا.
يقول كريستوفر موراي، وهو طبيب يعمل في الاحصاء البايولوجي في مدرسة الصحة العامة التابعة لجامعة هارفارد و الذي ترأس عمل هذه الدراسة، : " انه رقم ضخم ضخم ". ويضيف: " لقد اخذتنا المفاجاة ". اما احد اكبر الخبراء في منظمة الصحة العالمية فقد قال عن مضمون هذه الدراسة انها لم تكون " مفاجاة ".
ان اكثر البلدان تاثرا بهذا الوباء، هي البلدان قليلة الامكانات، فقد حدث ذاك في السابق و من المحتمل ان يحدث الآن. و كما يقول كيجي فوكودا: "ان منظمة الصحة العالمية كعادتها لا تقدم ما هو مطلوب من جهد و رعاية الى مثل هذه الدول".
تاريخ هذا الوباء
الذي عرف عن (الانفلونزا الاسبانية) انه ظهر في معسكر في الجيش في ولاية كانساس الامريكية، و ذلك في مطلع شهر اذار 1918. ثم انتقل الى اوربا عن طريق القوات الامريكية، حيث تفشى قبل ان يتوقف عند مستهل فصل الخريف. جاعلا منه مرضا فتاكا غير اعتيادي.
ثم انتشر حول العالم و عاد ثانية الى الولايات المتحدة حيث قتل مئات الالاف من الامريكيين في شهري تشرين الاول و الثاني من عام 1919. و ظل منتشرا حتى مطلع عام 1920. وقد تعرض كل شخص على الارض تقريبا الى هذا المرض. ان الوفيات الناجمة عن هذا الوباء غير معروفة، فقد قدرت عام 1920 بنحو 20 مليون شخص. وجرت دراسة كاملة عليه في عام 1991 رفعت هذا الرقم الى 30 مليوناً، اما الدراسة الاخيرة التي جرت في عام 2002 فقد قدرت عدد الوفيات بهذا المرض انذاك بين 50 وبين 100 مليون.
الدراسات الحديثة لا تعتمد التخمينات، اذ تقوم على احصاء معدلات الولادة و الوفاة في الاماكن التي تعتمد على سجلات جيدة لعامي 1918 و 1919 لغرض تقدير ماذا يمكن ان يحدث في مجتمعات اكبر من هذه التي اخذت منها الاحصائيات، اي مجتمعات القرن القادم الاكثر سكاننا و ربما الافضل مستوى.
الاماكن التي اعتمدت السجلات الجيدة معظمها في اوربا و الولايات المتحدة و كندا و استراليا و اليابان و بعض من دول امريكا اللاتينية. ان الاساس في هذه الاحصائيات اعتمد على معدلات الوفيات المسجلة في الهند و سريلانكا وتايوان والفلبين. والذي ساعد الدكتور موراي و زملائه تقدير ماذا سيحدث في بلدان العالم الفقيرة غير الاوروبية، حيث كانت اعداد الوفيات المروعة التي توصف من قبل شهود عيان.
لكن السجلات المعتمدة كانت قليلة. الى حد ما فكانت اغلب المعلومات المفيدة مأخوذة من سجلات الهند. اذ يقول الدكتور موراي: ان الادارة الاستعمارية البريطانية كانت تحفظ السجلات بشكل جيد جدا. وقد لاحظ ان السجلات الحالية للحكومة الهندية بهذا الشان اقل دقة من سابقتها عام 1918.
لقد قارن الباحثون معدلات الوفيات خلال الاعوام ما بين 1918 و 1920 بثلاث سنوات سبقت و تلت هذه الفترة. وقد ساعدا ذلك في معرفة الزيادة في الوفيات خلال اعوام الوباء والتي افترض انها حدثت بصورة مباشرة او غير مباشرة بسبب الفايروس.
اعداد المقاتلين في الحرب خلال هذه السنوات من الاحصائية قد حذفت. و كانت معدلات الوفيات قد تراوحت انذاك بين 0.25 % بين سكان الدنمارك الى 7.8 % في المقاطعات الوسطى و اقليم بيرار في الهند. و بلغ الفارق 39 ضعفا. اما في الولايات المتحدة فقد تراوحت معدلات الوفيات بين 0.25 % في ولاية وسكانسون، الى 1 % في كولورادوا (وان افضل ما يمكن معرفته عن هذا الوباء هو ما ورد في رواية " حصان شاحب و فارس شاحب " للروائية كاثرين آن بورتر حيث تابعت الوفيات التي حصلت بالقرب منها خلال انتشار الوباء في ولاية كولورادو).اما الوفيات في فرجينيا التي بلغت 0.47 % كانت دون الوفيات في ولاية مريلاند التي بلغت 0.72 %. اما في السويد فقد بلغت 0.66 % وهي اكثر بثلاث مرات عما هو في الدنمارك.
قام الدكتور موراي وزملاؤه بتحليلات نماذج من الوفيات و استدلوا ان نصف معدلاتها بين منطقة و اخرى كان سببها مستوى الدخل للفرد الواحد. فلكل 10 % زيادة في الدخل، كان هنالك انخفاض بنسبة 10% في معدل الوفيات. و لا يعرف لماذا يتعرض الفقراء للوباء اكثر من غيرهم؟ ربما لان اغلبهم كان مصابا بامراض و يعانون من نقص في التغذية، مثل فيتامين اي وعنصر الزنك الضروريين للمناعة.
وللمقارنة بين تاثير افلونزا اسبانية تقع الان مع تلك التي حدثت في اعوام 1918 و 1920، سنجد ان سكان العالم في الوقت الحاضر والذين يعانون من قلة الدخل و المشاكل الجنسية علاوة على طبيعة الاعمار، فستكون معدلات الوفاة بينهم ما بين 51 مليون الى 81 مليون بمتوسط يبلغ 62 مليون.
و بالرغم من ان سكان العالم الان هو ثلاثة اضعاف ما كان عليه خلال وباء الانفلونزا الاسبانية، الا اننا نجد ان معدلات الوفيات المحتملة ليست ثلاثة اضعاف. و يعود ذلك لسبب رئيسي هو ان دخل الفرد الان اعلى، و الذي كلما زاد قل خطر الوفاة بهذا الوباء.
ان المرض الذي حدث في عام 1918 لم تكن معالجته واسعة، فلم يكن هنالك عقارات مضادة للفايروسات و لا مفرغات للهواء تساعد الناس على التنفس و لامضادات حيوية لمعالجة مرض الالتهاب الرئوي و الذي غالبا ما يحدث بعد الاصابة بالفايروس.
كل هذه الادوية و والوسائل للعلاج متوفرة الان و التي من شانها ان تقلل معدلات الوفيات علاوة على ان بعض المداخلات الطبية ستكون ذات عون خلال حدوث هذا الوباء.












  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :