العدوان وقوى الشدّ العكسي
باسم سكجها
22-06-2011 05:14 AM
كنّا نتوقّع إستقالة الزميل العزيز طاهر العدوان، وهو لم يُخف الأمر عن أصدقائه، ولعلّه تأخر لأسباب تتعلق بأخلاقه العالية، وعدم رغبته بإحراج رئيس الحكومة في وقت صار طريقه مغلقاً، وبدا وكأنّ السهام تتكسّر على جسد تجربته الحكومية الثانية.
على أنّ الكيل طفح، على ما يبدو، وشخصياً لن أتوقف أمام السبب الرئيسي المعلن، وهو تقييد الحريات في تعديلات القوانين، على ما فيه من أسباب وجيهة تستدعي الإستقالة، ولكنّني أتوقف عند ما ذكره عن قوى الشدّ العكسي التي لا تريد الإصلاح، والقوى من خارج الحكومة التي تضغط من أجل سياسات وقرارات معينة.
فالعدوان يعلنها صراحة، وإذا لم نعمل على وقف التجاوزات فسنصل إلى ما وصلت إليه دول أخرى، وبالنص هو يقول:
" هناك تراخ وتهاون في مواجهة ظاهرة الاعتداءات التي يريد البعض من خلالها أن ينقل البلاد من اجواء الاحتجاجات والاعتصامات الهادئة ، التي مكنت الاردن من تجاوز ازمات خطيرة ، إلى حالة من الفوضى ونشر الكراهية واشاعة عقلية الانتقام والتصرف فوق القانون وبقوانينه الخاصة وهو مايقود النظام والبلد إلى نفس الخانة التي غرقت في مستنقعاتها بعض الانظمة من حولنا".
لم نشكّ في لحظة أنّ طاهر العدوان سيكون دائماً متسقاً مع تاريخه النظيف، ولن يسمح بتلويثه مهما كان، وهذا ما فعله بإستقالته المسبّبة الموجهة للرأي العام، أكثر ما هي موجهة لرئيس الوزراء الذي قد يكون مضطراً للإستقالة أيضاً، ولأسباب مختلفة عن أسباب العدوان.