وائل العرموطي .. نموذج للمسؤولية الحقيقية وقيادة تنبض بالعطاء
محمد فهد الشوابكة
16-02-2025 08:41 PM
في أروقة دائرة مراقبة الشركات، حيث تتشابك الملفات وتتعقد الإجراءات، هناك نقطة مضيئة تجسد معنى المسؤولية الحقيقية، اسمها الدكتور وائل العرموطي.
ليس مجرد مدير يؤدي وظيفته بروتينية جافة، بل دينمو لا يهدأ، ووجه يشرق بالابتسامة التي تبعث الطمأنينة في نفوس المراجعين والموظفين على حد سواء.
حين دخلت إلى الدائرة لإنجاز معاملة، لم يكن المشهد مألوفًا... اعتدتُ على فكرة أن المكاتب المغلقة تضع بين المواطن والمسؤول جدرانًا سميكة، لكنني وجدت هنا مشهدًا مختلفًا تمامًا.
الدكتور وائل لا يجلس خلف مكتب منعزل، بل هو حاضرٌ في الميدان، يتنقل بين المكاتب، يقف إلى جانب الموظفين الذين يستقبلون المراجعين طوال اليوم، يتابع سير العمل عن كثب، يستمع إليهم، يدعمهم، ويوجههم، ليكون شريكًا فعليًا في تسهيل المعاملات لا مجرد مشرف إداري.
الدكتور وائل العرموطي ليس مجرد إداري ناجح، بل نموذج للمسؤول القدوة.. ذلك النوع من القادة الذين لا يتوارون خلف كومة أوراق وتوقيعات، بل ينخرطون في تفاصيل العمل، يقتربون من الموظفين والمراجعين، ويفتحون لهم الأبواب بدل أن يغلقوها.
ما يميزه ليس فقط قدرته على إدارة الملفات وإنجاز المعاملات بسلاسة، بل حسه الإنساني العميق.. لم أره يومها يجلس في مكتبه منتظرًا أن تُرفع إليه المشاكل، بل كان في الميدان، يتابع بنفسه، يسأل عن أي عائق يواجه الموظفين أو المراجعين، يقدم الحلول قبل أن تتراكم العقبات، ويوجه بكلماته وسلوكه رسالة واضحة: "نحن هنا لخدمة الناس، لا لتعقيد أمورهم".
إن كان ثمة تعريف للمسؤولية الحقيقية، فهي تتجسد في هذا النموذج؛ مسؤول لا تغلق بابه البروتوكولات، ولا تعيق عمله البيروقراطية، بل يعمل بروح الإنسان الذي يدرك أن منصبه تكليفٌ لا تشريف، وأن القيادة الحقيقية تعني أن تكون قريبًا من الناس، حاضرًا لمشاكلهم، وداعمًا لكل من يعمل في الميدان لخدمتهم.
الدكتور وائل العرموطي ليس مجرد اسم إداري في سجلات الدولة، بل قصة نجاح حقيقية، ومسؤولٌ يجوب المكاتب بدلاً من أن ينتظر التقارير الورقية؛ وفي زمن نحتاج فيه إلى نماذج مضيئة في العمل العام، يبرز هو كواحد من القلائل الذين يعيدون إلينا الثقة بأن المسؤول يمكن أن يكون قدوة، وأن الخدمة العامة يمكن أن تكون فعلًا نابعًا من القلب، لا مجرد إجراء مكتبي روتيني.
فكما ننتقد المسؤول المقصر، فإن من الإنصاف بل ومن الواجب أن نرفع الصوت بالثناء على المسؤول المخلص الذي يجسد الأمانة ويؤدي واجبه بإخلاص...فالعدل لا يكون بانتقاد الخطأ فحسب، بل أيضًا بالاعتراف بالجهود الصادقة التي تصنع الفرق وتعيد الثقة بالخدمة العامة.