جرى القول بأن أصعب الطعنات تلك التي تأتي من الأقربين (وظلمُ ذوي القربى أشدّ مضاضةً)، وبكل أسف الأردن وقيادته في مرمى النيران والاستهداف منذ تأسيس الدولة وإلى وقتنا هذا، وما يعمق الجراح أن جزء ممن استهدفوه ما اعتدنا الفعل قبل القول عنهم بأنهن اشقاء ومن هنا كتب علينا الشقاء.

ومع ذلك فإن ديدن القيادة الهاشمية والأردن لم يتبدل أو ينزاح عن صلابته وعروبته وقوميته وكذلك وهو الأهم فلسطينيته، لم توصد أبوابهم يومًا أمام الأشقاء العرب رغم محدودية الموارد كيف لا وهو عرين الثورة العربية الكبرى، ويحق لنا القول أن الأردن دولة بحجم أمة.

مع ذلك هناك غرابيب سود وأبواق مأزومة دائمًا تعمل على التشكيك في قيادته وجيشه المصطفوي في محاولة لنسف مساعينا وتحيدنا عن مسار قبلتنا الفلسطينية.

وهذا ليس محط نقاشنا لكن الهجمة الرعناء التي تلقاها الأردن وقيادته مؤخرًا كان المستفيد الوحيد منها العدو وطموحاته الفظة في منطقتنا.

ذهب جلالة الملك للقاء ترمب محصن بإرث هاشمي وحكمةٍ عاليةٍ ودولة موحدة خلفه ومعه، وثوابتٍ عربيةٍ وحضور عالٍ داخل المؤسسات الأمريكية التي تعنى بصنع القرار ويسجل هذا لقائد الوطن رغم الإمكانيات المحدودة التي وقع فيها الأردن وبفضل قيادته وحكمته دائمًا أخذ دورًا متقدمًا بالسياسة الخارجية، وما توضيحات البيت الأبيض لموقف الاردن وتصريحات ترامب إلا دليل قاطع على ما أشرت إليه.

وأن استقبال سيد البلاد الفطري يوم الخميس الفائت ما هو إلا رد على تلك الأصوات والفوضى، أما مفاوضات الملك في واشنطن وحرصه على المصلحة العليا للوطن ودعمه للقضية الفلسطينية ما هي إلا ثوابت سياستنا الخارجية وموقف الأردن المعلن حيث لا استقرار في المنطقة دون حل الدولتين ودون تمكين الشعب الفلسطيني.