facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لا أحد فوق الأردن .. ولا أحد خارجه إلا باختياره


محمود الدباس - ابو الليث
14-02-2025 11:48 AM

في لحظات التحولات الكبرى.. تتكشف معادن الرجال.. ويتبين الصادق من المدعي.. في مواجهة تهديد الوجود والهوية.. لا مكان لأنصاف المواقف.. ولا للحياد الرمادي.. وهذا ما جسّده الأردنيون في موقفهم الحاسم ضد مشاريع التهجير.. اصطفاف شعبي كامل خلف موقف الدولة وقيادتها.. دون مواربة.. أو حسابات ضيقة.. لكنه اصطفاف يستحق أن يُستثمر.. لا أن يُهدَر.. أن يُترجم إلى نهج دائم.. لا أن يُكتفى به كموقف عابر..

فالكرة الآن ليست في ملعب الحكومة وحدها.. بل في مرمى الدولة بكل مؤسساتها.. لتثبت أنها قادرة على احتضان هذا الاصطفاف وتوظيفه.. لا أن تتركه يذوب مع الوقت.. فالوطنية ليست شعاراً يُرفع عند الأزمات.. ثم يُطوى في أدراج النسيان.. بل هي نهج يُبنى عليه.. وإذا كان الأردنيون قد أثبتوا مرة أخرى.. أن ولاءهم للدولة وقيادتها.. وليس لغيرها.. فإن على الدولة أن تثبت بالمقابل.. أنها تتسع للجميع.. دون استثناء.. فالأوطان تُبنى بالتكامل.. لا بالإقصاء.. بالثقة.. لا بالتخوين.. وباحتضان الأصوات.. لا كبتها..

لماذا تُصر بعض الدوائر على إقصاء أصوات وطنية.. لمجرد أنها تُحسب على المعارضة؟!.. لماذا يُترك المشهد الإعلامي لنفس الوجوه المستهلكة.. والتي حفظها الناس عن ظهر قلب.. بينما هناك شخصيات وطنية.. لها تأثير واسع.. عبرت بكل وضوح عن موقفها الرافض للتهجير.. والمتسق تماماً مع موقف الدولة؟!.. هل نخشى أن يظهر هؤلاء على الشاشات.. فيسمعهم جمهور آخر.. لم يكن يُنصت من قبل؟!.. أم أننا لم نعتد بعد على فكرة أن الاختلاف السياسي.. لا يعني الاختلاف في الولاء؟!..

وإذا كنا نتحدث عن الاصطفاف الوطني.. فلماذا لا يُترجم هذا الانفتاح إلى ما هو أبعد من الإعلام؟!.. لماذا لا تختبر الدولة جدية من يطرح نفسه كمعارض إصلاحي.. لديه رؤى وبرامج وطنية؟!.. لماذا لا يُمنح هؤلاء فرصة لإثبات قدرتهم على تقديم الحلول.. بدل الاكتفاء بالنقد؟!.. فإما أن ينجحوا.. فنكسب طاقات جديدة في مواقع القرار.. وإما أن يتكشف زيف ادعاءاتهم.. فيسقطون تلقائياً من حسابات الناس..

اليوم.. الدولة أمام اختبار حقيقي.. إما أن تتعامل مع هذه اللحظة الفارقة.. بعقلية جديدة.. تتجاوز الاصطفافات التقليدية.. أو أن تتكرر أخطاء الماضي.. فتُعيد إنتاج الأزمة بشكل آخر.. والأردني بطبعه أصيل.. قد تعتريه لحظات غضب.. أو اختلاف.. لكنه عند المحن.. لا يساوم على وطنه.. فهل آن الأوان لنكسر دائرة الإقصاء.. ونفتح صفحة وطنية جديدة؟!..

وعلينا جميعاً أن نعي.. بأن الأردن ليس مجرد خريطة.. بل هو كيان يصنعه أبناؤه.. ومن اختار أن يكون جزءاً منه.. فليكن على قدر الوطن.. ومن اختار أن يضع نفسه خارجه.. فلا يلومن إلا نفسه..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :