عمون - في أمسية فكرية غنية بالحوار والتحليل، استضاف النادي الأرثوذكسي مساء الثلاثاء معالي الدكتور جواد العناني، نائب رئيس الوزراء الأسبق، في ندوة حوارية بعنوان "هل سيكون عام 2025 أفضل؟"، إدارتها الإعلامية رلى السماعين، رئيسة لجنة النشرة في النادي.

وخلال الندوة، استعرض الدكتور العناني رؤيته حول التحديات والفرص التي يحملها العام 2025، متناولًا الأبعاد الاقتصادية، الاجتماعية، والسياسية، إضافة إلى مستقبل العلاقات الأردنية-الأميركية في ظل الإدارة الأميركية المقبلة.

وفي حديثه عن التحديات الاقتصادية، شدد الدكتور العناني على أن المشكلة لا تكمن في نقص الموارد بقدر ما تكمن في إدارتها بكفاءة. وأكد أن عام 2025 يمكن أن يكون نقطة تحول إذا تم توجيه السياسات نحو الإنتاجية والابتكار. وأشار إلى أهمية ضبط الإنفاق وتعزيز الاستثمار وربط السياسات برؤية تنموية واضحة تنعكس إيجابيًا على حياة المواطن.

أما فيما يتعلق بالإصلاح السياسي، فقد أكد العناني أن الإصلاح السياسي والاقتصادي متلازمان ولا يمكن تحقيق أحدهما دون الآخر. ورأى أن الأولوية تكمن في تعزيز ثقة المواطن بالمؤسسات عبر سياسات شفافة وإشراكهم في عملية صنع القرار، مع ضمان عدالة الإصلاحات الاقتصادية، كما شدد على ضرورة وجود إرادة سياسية حقيقية لتنفيذ الإصلاحات وتحويلها إلى واقع ملموس.

وفي معرض حديثه عن الأمن والاستقرار الإقليمي، أشار العناني إلى أن الأردن يواجه تحديات معقدة تتطلب استراتيجيات متكاملة تشمل تعزيز الأمن السيبراني، دعم القطاعات الإنتاجية، وتطوير الشراكات الإقليمية. وأكد أن التوازن بين المتطلبات الأمنية والنمو الاقتصادي ضروري، وذلك عبر تقليل معدلات البطالة وتحفيز الاستثمارات، مع الحفاظ على استقلالية القرار السياسي وسط المتغيرات الدولية.

وأما فيما يخص تمكين المرأة، فقد أكد العناني أن التمكين لا ينبغي أن يقتصر على التشريعات فحسب، بل يتطلب تنفيذًا عمليًا يضمن بيئة عمل عادلة، وبرامج تدريبية تعزز مشاركتها في الاقتصاد والسياسة.

وفي الحديث عن موقف الأردن الثابت تجاه ترحيل أهل غزة، أكد الدكتور العناني أن الأردن يرفض رفضًا قاطعًا أي محاولات لترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة، مشددًا على أن هذا الأمر خط أحمر يتماشى مع الثوابت الوطنية الأردنية التي تؤكد على حق الفلسطينيين في البقاء على أرضهم. وأوضح أن الأردن، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، يعمل دبلوماسيًا وعلى مختلف الأصعدة الدولية لمنع أي محاولات تهدف إلى تغيير الواقع الديمغرافي في الأراضي الفلسطينية، خاصة في ظل التطورات الإقليمية الأخيرة. وشدد على أن الأردن سيظل ثابتًا في مواقفه، ولن يقبل بأي حلول تأتي على حساب حقوق الفلسطينيين أو على حساب استقراره الوطني.

وفي نهاية الحفل، قدم أمين سر النادي الدكتور رجائي نفاع درع النادي للعناني تكريماً له وتقديراً لجهوده المتميزة. قدم الندوة عضو النشرة الدكتور هاني عبيد وحضرها عدداً كبيراً من إعضاء النادي واصدقاءه.