سأتحدث بدون مواربةٍ.. ولا توريةٍ.. ولا رمزيةٍ مفرطة.. فالامر اصبح لا يَترك لي مجالاً للمجاملةِ.. فقد طفح صديدُ السِنتكم النتنة.. وسال سُم أفكاركم في عروق مَن انخدعوا.. وظنوا فيكم خيرا.. فأقول..

لماذا تكرهون وطنكم؟!.. لماذا تحقدون الأردن.. الوطن الذي لم يكن يوماً.. إلا حصناً للعروبة والإسلام؟!..


لماذا ترقصون على كل إشاعة ساقطة.. تتناول قيادته.. وتوجهاته.. ومواقفه؟!..
لماذا تفرحون بما يردده أعداؤنا.. وتبكون.. وتعبسون.. وتخرسون.. وتُشَل أيديكم.. إذا ما ثبتت الحقيقة.. وأظهرت عكس ما كنتم تروجونه.. وتتمنون؟!..
هل الحقد أعماكم لهذه الدرجة؟!..
وهل أصبحتم مجرد أبواقٍ رخيصةٍ.. تقتات على الكذب والخيانة.. وتنتشي بالافتراءات؟!..

ألم تسألوا أنفسكم ولو مرة واحدة.. لماذا يفتخر كل عربي شريف.. بالجيش العربي المصطفوي.. الذي يحمل على جبهة أبنائه اسم "الجيش العربي".. لا لشيء.. إلا لأنه رمز كل أردني حر.. ولأنه تشرب العروبة.. وفاض بها دماً وفداءً؟!..
ألم تسألوا أنفسكم.. لماذا سالت دماء جنودنا في القدس.. والجولان.. والكرامة؟!..
لماذا تظل أسماء شهدائنا.. محفورة على جدران التاريخ.. بينما أنتم.. لا تُذكرون.. ولا يسمع صوتكم.. ولا تُرى منشوراتكم.. إلا عند الحديث عن الفتنة.. والخيانة.. والعمالة.. وكل ما يطعن الوطن ويشوهه؟!..

منذ متى كان الأردن.. إلا المدافع الأول عن قضايا أمته.. والحضن الدافئ لأحرارها؟!..
منذ متى كان موقفه.. إلا موقف العزة والكرامة؟!..
فدماء الأردنيين النشامى على ثرى الجولان.. وفلسطين.. وحدود الأردن الغالي.. تشهد على ذلك.. وقيادتنا لم تساوم يوماً على الثوابت الوطنية.. والقومية.. ورغم هذا.. تتلقفون الأكاذيب.. كما يتلقف الجائع بقايا طعامٍ عفن.. مرمي على قارعة الطريق.. أو في حاويات القمامة..

المهزلة.. أنكم لا تسمعون صوت الحق.. ولو جاءكم نقياً من مصادره الرسمية والدولية.. بل تنتظرون بفارغ الصبر أي تحريف.. أو فبركة.. تأتي من قلم مأجور يقطر سماً.. أو قناة مأجورة تدعي العروبة.. وهي ابعد ما تكون عنها.. لترددوها كالببغاوات.. دون وعيٍ أو فهم.. هل هذا هو حرصكم على الأردن؟!.. أم أنكم مجرد بيادق في يد أعدائه.. يحركونها كيف شاؤوا؟!..

كيف تدّعون الدفاع عن الأردن.. وتريدون مصلحته.. وأنتم أول من يشكك في قيادته.. وثوابته؟!..
وكيف تدّعون الغيرة على الوطن.. وأنتم تستميتون في نشر الأكاذيب عنه؟!..
كيف تزعمون أنكم ترفضون الفساد.. وأنتم أكبر فاسدين في الضمير.. والموقف والكلمة.. والوطنية؟!..
أي خيانة أعمق.. من أن تستقوا معلوماتكم من إعلام مأجور.. يقتات على الفتنة والتضليل؟!..

عندما يمدح مواقف الأردن قادةٌ وسياسيون من الشرق والغرب.. ونجد الذم يأتي من بيننا.. حينها نعرف أن بيننا حثالة.. باعت ضميرها.. وتريد أن تلوث عقول الأردنيين بأكاذيبها.. لكن خسئتم.. الأردني الأصيل.. لن يكون ضحية لأوهامكم القذرة.. ولا لخداعكم الرخيص.. وتلفيقكم الدنيء..

ويلكم من الله أولاً.. ومن الأردنيين.. ومن التاريخ الذي سيسجل أسماءكم في مزابله.. سيلفظكم الوطن.. كما تلفظ الأرض الجيفة النتنة.. فإما أن تصمتوا صمت القبور.. إن كنتم تجهلون الحقيقة.. وإما أن تعوا.. قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه ندم.. ولا اعتذار..

وأخيراً.. يقول أهل المروءة والشرف..
"إللي بيشرب من بير.. ما بيرمي بيه حجر".. "واللي بيوكل من صحن.. ما بيبزق بيه".. "والفار اذا ما قدر يشرب من الجرة.. بنزل ذيله بيها.. من شان ينجس ميتها"..

اللهم احفظ الأردن من كل شر..