في لقاء الملك مع ترامب: حكمة وثقة واعتزاز وطني
د. عبدالله الشرعة
12-02-2025 09:51 AM
في إطار العلاقات الاستراتيجية المتينة التي تربط المملكة الأردنية الهاشمية بالولايات المتحدة الأمريكية، شهدت العاصمة واشنطن لقاءً تاريخيًا جمع بين الملك عبد الله الثاني بن الحسين، وولي عهده الأمير الحسين، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
هذا اللقاء لم يكن مجرد حدث دبلوماسي روتيني، بل كان تعبيرًا عن عمق الشراكة بين البلدين، وإبرازًا للحكمة السياسية والثقة القيادية التي يتمتع بها القادة الهاشميون، بالإضافة إلى تأكيد الاعتزاز الوطني الأردني الذي يشكل أساسًا متينًا لسياسات المملكة الخارجية والداخلية.
الملك عبد الله الثاني، الذي يُعتبر أحد أبرز القادة العرب الذين يتمتعون برؤية استراتيجية عميقة، استطاع خلال اللقاء أن يعكس حكمته السياسية في التعامل مع القضايا الإقليمية والدولية، ففي ظل التحديات الكبيرة التي تواجه المنطقة، بما في ذلك الصراعات والأزمات الإنسانية، قدم الملك عبدالله رؤية واضحة ومتوازنة تعكس فهمًا عميقًا لتعقيدات الواقع العربي والدولي.
الملك عبد الله أكد خلال اللقاء على أهمية تحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة، مع التركيز على القضية الفلسطينية كقضية مركزية، كما شدد على ضرورة دعم الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب وتعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط، مع الحفاظ على المصالح الوطنية الأردنية. هذه الرؤية الواقعية والمتوازنة تعكس حكمة سياسية نادرة، تجعل من الأردن لاعبًا رئيسيًا في صناعة السلام وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
وكذلك فقد كان لحضور و لي العهد سمو الأمير الحسين بن عبد الله هذا اللقاء تأكيدًا على الثقة القيادية التي يتمتع بها ولي العهد، والذي يُعتبر رمزًا للشباب الأردني الطموح والقادر على تحمل المسؤوليات الكبيرة.
سمو الأمير الحسين، الذي يمتلك حضورًا قويًا وفكرًا متجددًا، استطاع أن يعكس صورة مشرقة عن جيل الشباب الأردني المتمع بثقة و عزيمة و ارادة قوية.
وفي خضم التحديات الإقليمية، يظل الأردن نموذجًا للاستقرار والعطاء، بفضل الله ثم بسياساته الحكيمة وقيادته الواعية.
هذا اللقاء مع الرئيس ترامب كان فرصة لتأكيد الاعتزاز الوطني الأردني، الذي يتجسد في الدفاع عن مصالح المملكة ورفعتها على الصعيد الدولي.
الملك عبد الله وولي عهده استطاعا أن يعكسا صورة الأردن كدولة تحترم نفسها وتُحترم، وتعمل دائمًا من أجل تحقيق السلام والاستقرار.
الاعتزاز الوطني ليس مجرد شعار، بل هو نهج يعكس التزام الأردن بدوره التاريخي والإنساني.
فالأردن، برغم محدودية موارده، يظل من أكبر الدول استضافة للاجئين، ويعمل بلا كلل من أجل تقديم المساعدة للجميع دون تمييز.
هذا النهج الإنساني يعكس القيم الهاشمية الأصيلة التي تأسست عليها الدولة الأردنية.
إن لقاء الملك عبد الله الثاني وولي عهده الأمير الحسين مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان أكثر من مجرد حدث دبلوماسي، لقد كان تعبيرًا عن قوة العلاقات الأردنية الأمريكية، وعن الحكمة السياسية والثقة القيادية التي يتمتع بها القادة الهاشميون، كما كان تأكيدًا على الاعتزاز الوطني الأردني، الذي يشكل أساسًا متينًا لسياسات المملكة.
وفي ظل هذه التحديات الكبيرة التي تواجه المنطقة، يظل الأردن، بقيادته الهاشمية الحكيمة، منارة للاستقرار والأمل، ورمزًا للعطاء والإنسانية.
وهذا اللقاء يؤكد أن الأردن، برغم كل التحديات قادر على لعب دور محوري في صناعة الاستقرار ، بفضل من الله ثم بقيادة قائد ذو رؤية حكيمة وولي عهد واعد، يعملان معًا من أجل رفعة الوطن وخدمة الإنسانية.