باصرارها على تعطيل عملية السلام، واللجوء الى الاعداد والاستعداد لحروب جديدة، تكون اسرائيل قد اختارت نسف الامن والاستقرار في المنطقة..

فهي حين تجري مناورات عسكرية تعتبر الاوسع منذ عدوانها على لبنان في العام 2006م، وتهدد بالغاء جميع الاتفاقات مع الجانب الفلسطيني بما في ذلك اتفاق اوسلو، لا تنوي البحث عن مخرج من مأزقها الحالي باتجاه السلام.

فقد قال وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان في لقاء مع مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون انه في حال اعلنت السلطة الفلسطينية عن دولة فلسطينية في الامم المتحدة فان اسرائيل ستعتبر كل الاتفاقيات الموقعة بما في ذلك اتفاقيات اوسلو لاغية !!!..

ونقل موقع « هأرتس « عن ليبرمان قوله: ان اسرائيل لن تكون ملزمة بالاتفاقيات التي وقعت مع الفلسطينين في الـ «18» عاما الماضية.. مع انها لم تلتزم اسرائيل خلال ال « 18 « عاما الماضية ولو بواحدة من هذه الاتفاقيات ؟!!..

علما بان ليبرمان قد اعلن رفضه يوم الثلاثاء الماضي لمبادرة الاتحاد الاوروبي لتجديد المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية على اساس خطاب الرئيس الاميركي باراك اوباما.. اي على اساس اقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967..

وهنا يمكن القول ان حكومة نتنياهو - ليبرمان تضع الشعب الفلسطيني والعرب امام خيارين: فاما القبول بالسلام على اساس التصور الاسرائيلي الذي يصر على القدس الموحدة والمضي في بناء المستوطنات، ويصر على شطب حق العودة للاجئين الفلسطينيين وعلى ان تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح ودولة اسرائيل «يهودية» بكل معنى الكلمة..

او لتهديد اسرائيل بالغاء الاتفاقيات الموقعة مع الجانب الفلسطيني انما يعني اولا وقبل كل شيء عدم اعترافها بالسلطة الفلسطينية وبجميع ما ترتب على الوضع الفلسطيني وفقا لاتفاقيات اوسلو والقاهرة وغيرها..

فاجراء المناورات العسكرية الواسعة في تزامن مع التهديد بالغاء الاتفاقيات مع الجانب الفلسطيني، انما يعني ان الحرب هي الخيار الوحيد على اجندة اسرائيل الراهنة.. وان هذا التوجه الاسرائيلي اليميني المتطرف لا بد ان يثير قلق بل وغضب المجتمع الدولي باسره..

وقد حذر الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز من ان اسرائيل مندفعة نحو خسارتها للعالم برمته، معربا عن خشيته من ان يفرض الغرب عقوبات اقتصادية على اسرائيل اذا ما استمر هذا الشلل في الوضع الراهن..

المهم ان لا تتراجع القيادات الفلسطينية عن توجهها نحو الجمعية العامة للامم المتحدة للاعلان عن الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة التامة وعاصمتها القدس الشريف..

(الرأي)