التربية الرقمية .. هل أصبحت متطلبًا إجباريًا؟
روزلين تركي العبادي
10-02-2025 07:29 AM
تعتبر التربية الرقمية اليوم من متطلبات الحياة الأساسية ،الواجب على كل أب و أم معرفتها و الإطلاع على كافة جوانبها.بداية من صون معاني الطفولة و توفير بيئة آمنة للأطفال و حمايتهم من المجهولين ، و اللعب و التصفح بحرية وصولًا إلى إنتاج جيل واع متفتح ،قادر على المواجهة متسلح بإتجاهات صحية و صحيحة ضمن الأطر و القواعد و المعايير المجتمعية و الدينيه و الأخلاقية ، فمها اختلفت الثقافات تبقى المعايير الأخلاقية ثابته في كل منها.
اليوم و في ظل تسارع التكنولوجيا و انشغال الأبوين بأعمالهم نرى الجليس الرقمي المربي ،فالأجهزة الذكية اليوم هي أداة لإلهاء الطفل ، وملىء وقته ، كما انه الوسيلة الجيدة لتفرغ الأبوين و إيجاد وقت راحة لهم ، على الرغم من إدارك الكثير منهم للتأثيرات السلبية التي يتعرض الطفل لها من تدني مستوى التركيز و التشتت الذهني و فقدان مهارات التواصل و استخدام اللغة بالشكل الصحيح .
ولا بد في هذا السياق أن نعرج على المراهقين فقد أصبحت الأجهزة الذكية شغلهم الشاغل ، ومن هنا وجب على الأبوين التوجية بكيفية استخدام الأجهزة الذكية وأن يقتصر استخدامها في الحصول على المعلومات و التعلم ، و تحديد مدة ووقت الاستخدام ، و تفعيل الوازع الديني لديهم إضافة لاستخدام أدوات الرقابة الأبوية وتوفير أكبر قدر من الخصوصية للأجهزة حيث نقلل أكبر ما يمكن من تعرض المراهق للتحرش و التنمر و المطاردة و التعدي الإلكتروني ،و التقليل اكبر ما يمكن من أثرها النفسي على الطفل في حال تعرضه للرسائل النصية او الروابط التي تحمل محتويات غير لائقة او تحث على التطرف و الإجرام .
اليوم ..نسأل أنفسنا كأباء و امهات هل يجب علي مراقبة الجهاز الذكي الذي يستخدمه ابني ام هي خصوصيته؟ و أقول أن مساحة الحرية لطفلك تنتهي عندما تبدأ حرية بيتك و عائلتك ، فالأبوين هم خط الدفاع الأول عند حدوث الكارثة .راقب .تجسس. و اقتحم الخصوصية هنا هي التربية الرقمية و بحدود و معايير ثابتة.