عدت من الإجازة وعدت للمتابعة في الموقع فوجدت ما كان حديثا خجولا عن الكونفدرالية أصبح موضوع الساعة.. تماما كما كان يحدث حين تكون هناك نية لرفع أسعار سلعة معينة.. مسؤول يصرح وآخر ينفي.. ومحلل يسوغ وآخر يشجب حتى تتشرب الأنفس الأمر فلا يعود مفاجأة حين يأتي.. وأنا أرى أن الشعب الأردني .. تحديدا الشرق أردني.. دائما وأبدا يساق إلى ما لا رأي له فيه.. ويدفع ثمن معادلات دولية دون أن يؤخذ بالحسبان موقفه ومصالحه.. إلا على مستوى شكلي كأن يؤخذ رأي مجالس نواب انتخبت على أسس لا تضمن الحد الأدنى من التمثيل الحقيقي للشعب .. وأعضاؤها أشبه ما يكونون بأعضاء المجالس الخدمية غير المعنية بالشأن السياسي..
الأصل في الكونفدرالية المتكافئة أن تكون بين أنداد قادرين على الأخذ والعطاء معا وبالتساوي ولو التقريبي.. فأي تساو بين الدولة الأردنية والكيان الأوسلوي؟
سأعيد أسفله نسخ ما كتبته على هامش مقال سابق للصديق فيصل الزعبي حول الموضوع.. وهو لا يبتعد كثيرا عما يطرحه الصديق ناهض حتر.. علما بأن ما كتبته يضع في اعتباره أن مثل هذا الحل هو قرار دولي وليس خيارا شعبيا .. ويفترض أن هذا القرار الدولي يهدف في النهاية لحل مشكلة إقليمية .. وإلا فلماذا الكونفدرالية بين الأردن والسلطة الأوسلوية تحديدا؟ لماذا ليست بين الأردن وسوريا مثلا؟ أو لبنان وقطر؟ أو أي قطر وأي قطر آخر ليس لديه مشكلة؟
وقبل أن أنسخ ما كتبته سابقا أريد أن أضيف تخريفة جديدة هنا..
ماذا لو طرح خيار الكونفدرالية على نطاق أوسع بين كافة دول بلاد الشام والجزيرة العربية؟ وربما مصر؟ كيف ستنظر الشعوب العربية في الدول النفطية إلى الأمر؟
هل ستقبل تلك الشعوب أن يتوزع المال والنفط على شعوب المنطقة بالتساوي وأن يمتلك الجميع نفس الحقوق والواجبات؟ أعلم تماما أن البعض سيفترض أن هذا هو المنطق والوضع الطبيعي في ظل الفكرة القومية وأن النظرة القطرية القاصرة هي التي تملي مثل هذه الأسئلة.. وقد يغيب عن البعض أن الكلام عن شرب الواقع القطري هو كلام حق يراد به باطل.. فالمواطن الذي نشأ في ظل مكتسبات حياتية مجانية (بالنسبة له) تبدأ بالزواج ولا تنتهي بالتعليم غير مستعد للتنازل عنها من أجل فكرة (هو يعتقد) أنها خيالية .. وهو لم يربى عليها ولم تشكل شيئا في نسيج ثقافته وتفكيره.. لذلك يبقى ما يقدمه لقضايا أمته داخل نطاق التبرع والمساهمة والصدقة..الخ.. أما الدخول في بنية نسيج قومي متكامل مع شعوب فقيرة (من وجهة نظره) فهو أمر ليس له ما يبرره ويستحق به تضحيات مصيرية ..
وبالعودة للموضوع .. لا يكون للكونفدرالية مع السلطة الأوسلوية ما يسوغها إلا إذا كانت مشروعا عربيا خالصا غير مفروض من أية جهة.. وغير معني بحل مشكلة تخص إسرائيل.. ولا هدفا يسجل في إنجازات حزب أمريكي بعينه لغايات انتخابية مثلا.. مشروع عربي يكون فيه الأردن والسلطة والدول العربية المحيطة حلقات في سلسلة واحدة يتوزع عليها جهد التحرير وإعادة الحقوق وعودة اللاجئين..الخ
أما أن تختزل المسألة في إلقاء كل المهمات التاريخية التي عجزت عنها الأمة بقضها وقضيضها على كتف بلد بحجم وإمكانات الأردن بدعوى الواجب القومي .. فهذا ضحك على الذقون واستغفال لشعب عروبي الهوى قدم وما زال يقدم لأمته فوق طاقته بكثير جدا ودفع ثمنا باهظا لمواقفه دون أن يكون له رأي في شيء..
أما إذا كانت الكونفدرالية بين الأردن والسلطة فقط.. تعني:
1- انسحابا كاملا وشاملا للصهاينة من الضفة الغربية كاملة شاملا القدس
2- إلغاء كل وأصغر وأدق مظاهر الاحتلال عن الضفة الغربية منذ عام 67
3- دفع (الدولة العبرية) لكل الخسائر التي تسببها الاحتلال بما في ذلك ديات القتلى جميعا وتكاليف كل الجرحى وكل حجر تم هدمه.. وإزالة كل تزوير على أي أثر .. أي إعادة كل شيء كما كان وعلى حساب المعتدي .. وكأن ال 67 لم تكن.
4- إعادة الضفة إلى الأردن وتسمية كل من فيها أردنيين وإلغاء ازدواجية الجنسية والتسمية والولاء.
5- أن يقرر الأردن وحده ووحده فقط.. موقفه من الكيان وأن يملك الحق والحرية في أن يقيم معه علاقة أو لا يقيم .. دون أن يكون لأمريكا أو غيرها مجرد إبداء وجهة نظر في ذلك.
6- أن يستفتى الشعب غرب النهر وشرقه مباشرة على الرغبة في مثل هذه الوحدة دون الرجوع إلى أية مؤسسات تشريعية مشكوك في تمثيلها الحقيقي.. وأن يجمع أكثر من ثلثيه على هذه الرغبة.. بحيث نختار وحدنا ووحدنا فقط.. أن نكون واحدا أو لا نكون.. وأن لا يكون لهذا الخيار ارتباط بحل لمشكلة أي كائن آخر كيانا أو سلطة أو قوة عالمية..
.. إن.. إن... إذا.. كان ذلك ممكن التحقق وكان هذا هو المعنى المقصود.. فلماذا لا
خطرفة قابلة للنقد والنقض ومن العادي أن أغير رأيي إن أجابني أحد بإمكانية أو استحالة اشتراطاتي
Amann272@hotmail.com