ذكريات عادت بي الى 1974 سنتنا في التوجيهي، وكانت مجموعة مواد نذكرها بالخير، تحسب فيها مواد في المعدل وأراحتنا التربية أيامها من مأزق الاختيار فعممت بحذف اقل المواد علامة، وما زلنا نذكرها بالخير لهذه اللحظة؛ وكان معظمنا ومنهم الفقير الى الله تعالى كاتب هذه السطور لا يشغل باله باي المواد سيسقط فيهملها كما يفعل جيل اليوم؛ بل لم يكن يسأل أحدنا زميله أي المواد سيُسقط. والحمد لله أنعم الله علينا من فضله الكثير.
هذه السنة ارتأت الوزارة أن تنشطنا بعد أن رأت خمولنا فجاءت لنا بالتوجيهي الجديد، حيث قررت أن يكون التوجيهي سنتين بدلا من سنة واحدة. وجاء بنظام شرح معالي وزير التربيه اقسامه لمجلس الأعيان قبل يومين بناء على طلب الأعيان ومنهم وزراء تربية سابقون. ومن المناسب هنا التعريج على حالة المواطنين منذ بداية العام الدراسي، اذ سبق هذه السنة الكثير من التضاربات حوله من السنة التي سبقت. واعتقدنا أن المدارس الحكومية والخاصة عندها الجواب اليقين. وللأسف لم يكن المسؤول بأعلم من السائل وكان الجواب أنه لم يصلنا شيئ رسمي من الوزارة. وليس من المناسب القول كالعادة (على المواطنين تحري الدقة وعدم الالتفات للشائعات والاكتفاء بما يصدر عن الوزارة). والحق أقول أنني مرة استعمت لجواب من الناطق الاعلامي للوزراة على برنامج البث المباشر فلم أخرج منه بنتيجة.
المهم قبل اسبوعين أو ثلاث سمعت وعلى البث المباشر أنه بالامكان دمج أكثر من حقل معًا. وكانت الأمثلة تعود بنا الى التوجيهي قديم، وهنا تذكرت أن التوجيهي كان : أدبي، علمي ومهني الذي يقسم الى الأقسام التي تعرفون. اذا استذكر الدكتور توما الخوري من لبنان الشقيق الذي درسنا مادة في البرنامج التربوي عام 1976 فهو صاحب التعبير ( رقعة جديدة بفستان عتيق).
وبما أنه لا بد لكل من مشروع من مستفيد يتوجب علينا الحديث عن المستفيد هنا. أكبر مستفيد هو أصحاب المنصات الذين يخرج علينا ناطقوهم الاعلاميون بإعلاناتهم تحت عنوان ( حبايبي طلاب 2008) بمشهد تمثيلي مبالغ في أدائه، وتستفيد أيضا المراكز (الثقافية) التي تدرس مواد الوزارة. هذا المشهد ذكرني بأن معالي وزير التربية قد قال في مؤتمر صحفي بداية العام أن الوزارة لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه هذه المراكز لأنها تدرس مناهج الوزراة وكتبها دون ترخيص، وأظنه قال شيئا مشابها لهذا عن المنصات. ولست اذكر إن قال انه (معاليه) سيقاضيها.
كثيرة هي النصائح التي تقال للطلبة أن عليهم الاعتماد على انفسهم و(مدارسهم ومعليمها) وعدم الالتفات للشائعات، ولكن نسيت الوزارة المثل المصري ( كُثر الزن أمر من السحر). نحن وأبناؤنا موظبون على الاستماع لما يقال لأننا لا نملك غيره.
حبايبي 2008 وسنة أولى توجيهي كان الله في عونكم، وليس لكم والله الا هو فهو حسبكم.