facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الدول الفاعلة في الإقليم والأدوار المتغيّرة


د.أحمد بطاح
05-02-2025 01:39 PM

لقد شهد إقليم الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة عدداً مشهوداً من التغيرات المتعلقة بأدوار الدول المؤثرة في الإقليم كالمملكة العربية السعودية، وإيران، وتركيا، وإسرائيل، فإيران مثلاً "تعرضت لضربة كبيرة وتقلص نفوذها بعد سقوط النظام السوري أهم حليف استراتيجي لها في المنطقة، والذي سبقه تراجع "حزب الله" بفعل الهجمات الإسرائيلية المُوجعة التي تعرض لها خلال ما سماه الحزب حرب "الإسناد" لحركة حماس في قطاع غزة.

وبعبارة أخرى فإن النفوذ الإيراني قد اضمحل كثيراً في المنطقة ولم يتبقَ لإيران بعد أن كانت تقول إنها صاحبة القرار في أربع عواصم عربية (بغداد، دمشق، بيروت، صنعاء) سوى نفوذها المعرّض للخطر في العراق، ونفوذها على جماعة "أنصار الله" الحوثيين في اليمن.

وفي نفس الوقت الذي انحسر فيه النفوذ الإيراني في سوريا ولبنان نلاحظ أن السعودية بدأت تلعب دوراً نشطاً في كلا البلدين إذْ بادرت إلى مد يد العون إلى القيادة السورية الجديدة، وقد كانت أول زيارة يقوم بها رئيس الفترة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع لدولة خارجية هي إلى الرياض حيث من المؤكد أن سبل التعاون بين البلدين سوف تقوى وتتوّثق.

وفي لبنان قام وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بزيارة إلى لبنان هي الأولى منذ 15 سنة، وقد كانت دليلاً واضحاً على عودة الدور السعودي إلى لبنان ومؤشراً على أن لبنان كما سوريا عاد إلى الحضن العربي (بدلاً من الحضن الإيراني) وإن بتدرج ومن خلال خطوات مستقبلية مؤكدة.

وفيما يتعلق بتركيا فقد كانت تتنازع النفوذ مع إيران في سوريا من خلال احتلالها لشريط من الأرض في الشمال السوري، وتبنّيها لبعض الفصائل السورية المسلحة "كالجيش الوطني الحر" وبصورة أقل "لهيئة تحرير الشام" وحكومتها المؤقتة في إدلب، أما بعد سقوط النظام السوري قبل أقل من شهرين فقد أصبح النفوذ التركي كبيراً، ومن الواضح أن الحليف الأجنبي الأول للقيادة السورية الجديدة هي تركيا، وقد دل على ذلك أن أول مسؤول أجنبي زار دمشق كان مدير المخابرات التركية "إبراهيم قالين"، وقد تلاه وزير الخارجية "حقان فيدان"، كما كانت ثاني زيارة يقوم بها رئيس الفترة الانتقالية في سوريا لدولة خارجية هي لأنقره بعد زيارته للرياض التي أشرنا إليها آنفاً، وقد جرى توقيع اتفاقية تعاون استراتيجي بين أنقرة ودمشق في نهايتها.

أما إسرائيل -ومع أنها لم تنجح في تحقيق أهدافها المعلنة في قطاع غزة- (القضاء على حماس، واسترجاع الأسرى (الرهائن) الإسرائيليين بالقوة، وتحييد الخطر المستقبلي لحماس) إلا أنها استعادت بعضاً من "قوه الردع" التي فقدتها بعد السابع من اكتوبر 2023، حيث تمكّنت من ضرب "حزب الله" وإجباره على التراجع إلى شمال نهر الليطاني، كما ساهمت في إسقاط النظام السوري من خلال الضربات الكبيرة والمتوالية له ولحلفائه الإيرانيين على الأرض السورية، فضلاً عن تدميرها لما تبقى من مُقدرات الجيش السوري السابق بعد سقوط النظام واحتلالها للأراضي منزوعة السلاح بين الطرفين وفقاً لاتفاقية 1974، وفضلاً عن ذلك فإن إسرائيل قامت بشن هجمات كبيرة ومؤثرة على البنية التحتية "لأنصار الله" الحوثيين في اليمن، وهي تخطط الآن بلا شك مع حليفها الجديد والمهم "ترامب" في البيت الأبيض للتعامل مع الخطر الإيراني المتمثل في البرنامج النووي الإيراني، الأمر الذي يشير بوضوح إلى أنها تتوفر على قدرة عسكرية كبيرة وعلى حليف استراتيجي مهم مستعد لتزويدها بكل ما تحتاجه: عسكرياً، واقتصادياً، وسياسياً.

هل سوف يستقر الوضع على هذا النحو في هذا الإقليم الملتهب؟ لا أحد يستطيع أن يقطع بشيء، ولكن من الواضح تماماً أن الدول الفاعلة التي أشرنا إليها في المنطقة قد تفاعلت مع الأحداث وتبدلت أدوارها فتقدمت دول، وتراجعت أخرى، وقد انعكس هذا بوضوح حتى على أوضاع وتحالفات الدول الكبرى إذْ من الواضح أن روسيا قد خسرت جزءاً كبيراً من نفوذها في سوريا وقد تخسر قواعدها الاستراتيجية (طرطوس البحرية وحميميم الجوية) في البلاد، أما الولايات المتحدة فقد تكون الرابح الأكبر كدولة عظمى من هذه المتغيرات وبالذات في سوريا ولبنان، الأمر الذي قد يغريها بتبني مزيد من السياسات القوية (والتي قد تكون عدوانية) وبخاصة في ضوء تبني ترامب لمقاليد الأمور في البيت الأبيض.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :